
محمد العمراني
عمت حالة من الغضب العارم في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولدى نشطاء المجتمع المدني عد تناقل صور لرفات عظام بشرية خلال عملية الحفر التي تفوم بها شركة صوماجيك والتي تستهدف إعدام حدائق المندوبية وتحويلها إلى مواقف تحت أرضية.
الكل مجمع على استنكار هذا الهجوم الارعن على فضاء له حرمته ومكانته الخاصة لدى ساكنة المدينة، باعتباره موروثا تاريخيا وحضاريا من جهة، ومن جهة ثانية فأنه يحتضن مقبرة لساكنة المدينة، كان الاولى والاجدر أن يتم التعاطي معها بما تستحق من حرمة ووقار.
وللتصدي لهذا الاعتداء الموغل في الهمجية تصاعدت النداءات الصادرة من هيئات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة والمآثر التاريخية ومن كل النشطاء المدنيين الغيورين على طنجة ومن فئات عريضة من ساكنة طنجة لتنظيم وقفة احتجاجية يوم غد الاحد على الساعة الخامسة مساء في خطوة اولى ضمن مسار احتجاجي متصاعد، حتى يتم التراجع عن هاته الجريمة التي استفزت مشاعر سكان مدينة طنجة.
المثير في الأمر، هو موقف النعامة الذي اختاره حزب العدالة والتنمية، المسيطر على تدبير شؤون مدينة بأغلبيته المطلقة، حيث اختار دفن رأسه في التراب، مفضلا بلع لسانه إزاء ما يحدث، وكأن جريمة العبث برفات المسلمين لا تحرك فيه ساكنا، وهو الذي يتبجح بمرجعيته الاسلامية.
ويبدو واضحا ان الموقف المتخاذل لحزب العدالة والتنمية من ملف حدائق المندوبية قد عرى حقيقة هذا الحزب، الذي اختار التموقع ضد مطالب الساكنة ومصلحة المدينة.
وردا على التسريبات المخدومة لبعض الجهات التي تدور في فلك هذا الحزب، مدعية ان تحويل حدائق المندوبية الى مواقف تحت أرضية هو مشروع يندرج ضمن مشاريع طنجة الكبرى، اعتبر متتبعون لهذا الموضوع، ان هذا الادعاء مجرد دفع يراد به تكميم الافواه، والاختباء وراء مشروع ملكي لتبرير جريمة سترتكب في حق المدينة وساكنتها، علما ان جميع المغاربة يعرفون حرص الملك محمد السادس الثابت والقوي على حماية المآثر التاريخية والفضاءات الغابوية، وبالتالي لا مجال لتبرير عملية إعدام فضاء أثري وتاريخي بالمدينة نحت أي ذريعة كانت.

