الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال ليس لأن الجواميس البرازيلية بها علة، وإنما لجودتها ومردوديتها المتدنية، بالإضافة إلى غياب المعايير الدولية بمجازر الرباط التي تسمح باستقبال هذا الصنف من البقر، يؤكد بائعو اللحوم بالتقسيط ومسؤولون بهيئات مهنية أن هذه اللحوم لم يتم اقتناؤها إلى حد الآن ولن يتم ذلك ما دام أن المغاربة يرفضونها.
عمر البابشي، رئيس جمعية بائعي اللحوم بالرباط، أكد أن مدينة الرباط تحرص على الجودة أكثر من المدن الأخرى، مسجلا بأسف حديث البعض على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن الأبقار البرازيلية التي هربت الأحد المنصرم مريضة وتأويل بعض صورها وهي واقعة على الأرض والحديث عن وجود الدود في فمها، مؤكدا أن الصور التي تم تداولها تخص الأبقار التي خرج منها لعاب بعدما استلقت على الأرض من فرط التعب.
وقال المتحدث ذاته: “في العاصمة الرباط إذا لم نقدم لحما ذا جودة للزبناء ما غاديش نخدمو”، مضيفا أن “لم نستفق بعد من أزمة الأسعار، وتلتها إشاعة جواميس البرازيل، ثم هذا الأسبوع إشاعة تواجد هذا الصنف من اللحوم بمجازرنا”.
وأوضح عمر بابشي أن لحم الرباط عبارة عن منتوج محلي يأتي من دكالة ومن الأسواق القريبة للجهة، بالإضافة إلى البقر البلجيكي الذي ولد في المغرب ويتم تعليفه بالمغرب.
مصطفى بوطريق، الكاتب العام للجمعية المغربية لبائعي اللحوم بالجملة، أكد أن البهائم تخضع لدفتر تحملات يشمل فصولا عديدة؛ من بينها المصلحة البيطرية، موضحا أنها تخضع لتفتيش قبلي وآخر بعدي، مشددا على أهمية الأول لأن هناك نوعا من الأمراض ينبغي الانتباه إليه قبل الذبح.
وفي هذا السياق تتوفر المجازر على مكتب يضم تقنيا يكون حاضرا كل يوم على الساعة الخامس حين دخول البهائم ويقوم بمعاينتها، وهو تفتيش خاضع للمرسوم 2.98.627 الذي ينظم تدابير تفتيش الحيوانات.
أما التفتيش البعدي، الذي يتم بعد ذبح البهائم، أضاف المتحدث ذاته، فيقوم به التقني والبيطري على مستوى القصبات. وبعد هذه العملية من التفتيش، يتم إتلاف بعض الأجزاء غير الصالحة حرصا على الأمن الغذائي للمواطنين.
وتمر الأبقار من مرحلة الحمية المائية والراحة التامة لمدة تتراوح بين 8 ساعات و12 ساعة، وهي راحة تمنع حدوث إفرازات لدى البقر وبالتالي حدوث تلوث، ثم بعد انتهاء المراحل المذكورة يتم نقلها إلى مصلحة التبريد بطريقة صحية.
وحول جدل الأبقار البرازيلية الهاربة بالرباط، قال المتحدث: “تفاجأ المهنيون بدخول البهائم البرازيلية للمجزرة، إلا أن هذه الضجة جعلتنا نفهم أكثر من خلال ردة فعل المواطنين أنهم عازفون تماما عن هذا اللحم”.
وبالإضافة إلى هذا العزوف، أشار المتحدث إلى أن “مجازرنا غير مؤهلة لذبح هذه الأبقار؛ لأنها تدخل بشكل جماعي، وتذبح في مجازر عصرية، وهندسة مجازرنا لا تتوفر على آليات تغني عن تدخل البشر”.
بدوره، أكد عادل المناصفي، رئيس جمعية الجزارة بالتقسيط بالرباط، أن اللحوم المستوردة لا علاقة لها بالمجازر الحضارية بمدينة الرباط، وإلى حد الآن لا يوجد أي جزار بالمدينة يتوفر على هذه السلعة.
وشدد رئيس جمعية الجزارة بالتقسيط بالرباط على أن المواطنين يستفسرون في كل مرة يزورون فيها محل جزارته عن هوية اللحم قبل اقتنائه، مضيفا: “إن الثقة بين الزبون والجزار هي الرهان الأساسي الذي سيخرجنا من تداعيات هذا الحدث”.
