
خلال فعاليات النسخة السادسة عشر لموسم طانطان والمنظم تحت شعار موسم طانطان تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة نظمت جمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة بدعم من مؤسسة الموكار طانطان النسخة السادسة في مسابقة الطبخ الصحراوي، وذلك طيلة أيام 08 – 09 و 10 يوليوز 2023 بمركز التكوين المهني.
حيث يتميز المطبخ الصحراوي في المغرب ببساطته وابتعاده عن التعقيد، ويعزى ذلك إلى الظروف القاسية للبيئة الصحراوية وروح الهجرة المستمرة. فعلى سبيل المثال، هناك وصفات يتم طهيها عن طريق دفنها في الرمال الحارة دون استخدام أي أوانٍ، ومع ذلك فإن هذه البساطة لا تقلل من تميز وفرادة المأكولات الصحراوية التي تشمل أطباقًا صحية ولذيذة تُعد من لحم الإبل ودقيق الشعير.
تهدف هذه المسابقة إلى إحياء التراث الثقافي والحفاظ عليه، فضلاً عن تعزيز السياحة في المنطقة. وبجانب طانطان، تستحق مدينة العبور أيضًا الاحتفال بهذا المهرجان الثقافي والعمل على الحفاظ على تراثها الثقافي وتنميته. شارك في المسابقة العديد من الطهاة الصحراويين من الأقاليم الجنوبية في المملكة، حيث شملت جميع أنواع الأطباق المغربية الصحراوية.
تهدف هذه المسابقة إلى تعزيز الوعي بالثقافة الصحراوية وتشجيع الابتكار في المأكولات الصحراوية التقليدية. وقد شهدت المسابقة منافسة شرسة ومستوى عالٍ من المهارة والابتكار من قبل المشاركين. تم تقديم أطباق فريدة من نوعها تعكس تنوع وغنى المطبخ الصحراوي.
يعد موسم طانطان ومسابقة الطبخ الصحراوي فرصة للتعرف على الثقافة والتراث الصحراويين، وهو أيضًا وسيلة لدعم التنمية المحلية المستدامة وتعزيز السياحة في المنطقة. تساهم هذه الفعالية في تعزيز الهوية الثقافية لطانطان وتسليط الضوء على تراثها الفريد وتنميته بشكل مستدام.
وشارك في المسابقة التي ضمت جميع أنواع الأطباق المغربية الصحراوية عدة طهاة صحراويين من الأقاليم الجنوبية بالمملكة ، منها:

«مارو الحوت»
أي الأرز بالسمك، تعتبر من أشهر الأكلات الصحراوية، وتحضر بنوع من السمك يسمى «الكردي»، وعدد من الخضراوات مثل الجزر والقرع (الكوسة) والملفوف والباذنجان، حيث يطهى السمك مع الخضار، ويسلق الأرز جانباً، ثم يقدم بنفس طريقة مارو اللحم، أي بوضع السمك والخضار فوق الأرز.
«البلغمان»
ويعد من الوجبات الرئيسية لدى سكان الصحراء، ويتم تحضيره بمادة دقيق الشعير المجفف على النار، ثم يطحن ويوضع في إناء خاص يسمى «الكدحة»، أي القدح، ويمزج بالماء الساخن والسكر وقليل من الملح، ثم يضاف إليه الذهن كما يسمى عند أهل الصحراء، أي السمن أو الزبد أو زيت الزيتون.

«المخامس»
ويستعمل الصحراويون الكسكس أيضاً لتحضير بعض الوصفات، وهناك نوع يسمى كسكس الخماسي ويحضر بخمسة أنوع من الدقيق، وهي: القمح، والذرة، والشعير، والدقيق المقلي، والدقيق الأبيض. حيث يفتل ثم «يفور»، أي يطهى على البخار، ويقدم مع اللحم، دون خضار.

«كوفية»
الصحراويون بالأقاليم الجنوبية، لا يستغنون عن مشروب الذي يتم إعداده من طحين الشعير أو الذرة وأنواع التمور الجيدة في بعض الأحيان، التي تنتج محليا منها على الخصوص، بخليط مع حليب البقر أو الإبل.

«الزريك»
ويميز مائدة الإفطار في الصحراء، ضرورة حضور مشروب على المائدة، والذي يتم إعداده خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار، من لبن البقر أو حيلب الإبل الطري.

«أتبيخة»
أكلة مغذية يتم تحضيرها بلحم الإبل المطهو في الماء، مع إضافة القليل من الملح والسمن فقط، من دون توابل، وتعد من أفضل ما يقدم للضيف في الصحراء، ويتم تحضير الأبتيخة بعد اختيار أحسن أجزاء الذبيحة، وهو لحم الكتف بالنسبة للرجال، والأضلع التي تفضلها النساء، ولا يفضل الصحراويون إضافة أي شيء على هذه الوجبة غير القليل من الزيت والملح، لاعتقادهم أن المواد الأخرى تفقد اللحم طعمه وخصائصه الأصلية.

ولا يقتصر المطبخ الصحراوي على الوجبات المحضرة باللحم، مثل«مارو و اللحم»،
بل هناك عدة أنواع من الأطعمة التي تعتمد على دقيق الشعير و «العيش» أو ما يعرف عند البعض باسم «العصيدة» و «أفشاي واللحم المشوي ومن الوجبات الخفيفة أيضا «الزميت» و «التشطار».
جدير بالذكر أن موسم طانطان، صنفته منظمة اليونيسكو سنة 2005 ضمن لائحة “روائع التراث الشفوي وغير المادي للإنسانية”، إلى تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال وتجسيد مفهوم التنوع الثقافي وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح، من خلال استعراض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي والعمل على صيانتها وجعلها وسيلة للتنمية المستدامة للمنطقة.