أخبار سياسية

“انتخابات إسبانيا ومصير العلاقات المغربية: تحديات وآمال في مستقبل مشترك”

السبت 22 يوليو 2023 - 15:47

“انتخابات إسبانيا ومصير العلاقات المغربية: تحديات وآمال في مستقبل مشترك”

انتهت حملة الانتخابات في إسبانيا بدقّ جرس نهاية الحملة، وخرج زعيما الأحزاب الرئيسيين، ألبيرتو نونييز فييخو زعيم الحزب الشعبي المحافظ، وبيدرو سانشيز زعيم الحزب العمالي الاشتراكي، ليطلقا تصريحات واضحة تجاه المغرب.

قال سانشيز في كلمته الأخيرة: “الاستفتاء مبدأ تجاوزه الزمن”. في المقابل، أعرب فييخو عن رغبته في بحث اتفاق جديد مع المغرب بشأن الصحراء المغربية، معتبرًا أن هذا القرار يعود لسانشيز بشكل شخصي وليس للدولة الإسبانية بشكل عام.

ظهرت تغييرات “مثيرة” في استطلاعات الرأي الإسبانية بعد اقتراب موعد الانتخابات، وهو ما يثير قلق اليمين الإسباني حيث يخشى أن يتسبب ذلك في تحقيق نتائج غير متوقعة قد تؤثر على طموحاتهم في تشكيل حكومة جديدة تلغي السياسات السابقة لسانشيز الذي ظل خلال الحملة صامدًا وواثقًا من قراراته الداخلية والخارجية، في حين يرى الناخب الإسباني انتقادات تتعارض فيها خطابات فييخو باستمرار.

يعد يوم غدٍ الأحد 23 يوليوز يومًا حاسمًا لإسبانيا والمغرب، حيث ينتظر الجميع الإعلان عن اسم الشخص الذي سيتولى قصر المونكلوا الجديد.

عبد الحميد البجوقي، كاتب مختص في الشأن الإسباني، يشير إلى أن تصريحات فييخو تتعارض مع المؤشرات التي تدل على أن هذا القرار ليس من اختصاص سانشيز وحده، بل يمثل رأي الحزب الشعبي ككل. ويذكر أن الحملة الانتخابية كانت عنيفة وحامية الوطيس، لكن في النهاية، بدا أن هناك أملًا لسانشيز في الوصول إلى قصر المونكلوا من خلال التحالف مع سومر واليمين الباسكي.

من جهته، يؤكد سعيد إدى حسن، المحلل السياسي والباحث بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، أن قضية الصحراء المغربية والأمن الحدودي مع المغرب ليست مجرد قضية خارجية، بل تهم الداخل الإسباني أيضًا. يعتقد حسن أن القرار الذي ستتخذه الحكومة الإسبانية الجديدة بشأن الصحراء سيتأثر بالمتغيرات الدولية، مثل اعتراف العديد من الدول بمغربية الصحراء، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل. هذه المتغيرات تجعل الأمر صعبًا على فييخو لمعاكسة المصالح الداخلية لإسبانيا.

يبدو أن سانشيز يسعى لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وربما يكون هناك اهتمام بتحسين الموقف الإسباني بشأن الصحراء. ومن المحتمل أن تتعامل الدبلوماسية المغربية بذكاء كبير لمواجهة هذه المحاولات.

من المهم أن نفهم أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب ليست قضية خارجية بسيطة، بل تؤثر بشكل كبير على المصالح الداخلية لكل من البلدين. وبالتالي، يجب على الحكومة الإسبانية الجديدة أن تدرك التحديات والتغيرات في المنطقة وتعمل على تعزيز العلاقات والتفاهم مع المغرب.

وفي الختام، يبدو أن المستقبل السياسي في إسبانيا قد يشهد تحولات مهمة، وأن العلاقات مع المغرب ستظل محورية في تلك التحولات. لا بد للحكومة الإسبانية الجديدة من تحقيق توازن بين مصالحها الداخلية والعلاقات الدولية لضمان الاستقرار والازدهار في المنطقة.