أخبار من الصحراء

العادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع الحساني بين الماضي والحاضر

الأحد 6 أغسطس 2023 - 15:00

العادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع الحساني بين الماضي والحاضر

هل اتاك حديث رسول الله (ص) عندما قال “أقلهن مهراً، أكثرهن بركة”

إن مسألة الزواج لم يشرع بها للتباهي بين غني وفقير في غلاء المهور والمناسبات الفخمة ، بل هي أعظم من ذلك… فالزواج نصف الدين، والإسلام دين يسر، ومن تواضع لله رفعه.
غلاء المهور، هاتف آيفون، بونتي، صباحية، فرقة غناء معروفة، و و و..، هذه الامور اصبحت في زمننا هذا هي الأساسية وكما ان السباق عليها والزيادة أكثر اصبحت موضة هذا العصر..
وفي خِضِّم هذا انقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض اذ أن هذا الأخير، ارتسمت في مُخيلته صورةً قديمة عن مُجتمع خالٍ من الحضارة، اقتصر فيه المهر على أشياء بسيطةٍ غيرِ مُكلفة تكون مُتاحةٌ للعريس وأهله ليزهرَ بزواجٍ يدومُ أياماً بتكلفةٍ ملائمة. وينظر كل معارض أن هذه الثقافة الدخيلة عليهم هي أساس صعوبة الزواج والتقليد الأعمى إذ عزف أكثر الشباب عن الزواج المُبكر، إذ أنه يصل إلى سنِّ الأربعين وهو غيرُ قادر على إيجاد عملٍ أو لديه عمل وليس بيده ثمن المهر “والصباحية” واستبدال “الدقايقية” بأغاني عصرية.
أما المؤيد لهذه الفكرة بمنظور آخر قد يكون قريباً من الصّواب في نظره، ويحتج بأنه لا وجود لفرق بين مهر بدائي وآخر معاصر، فالمُجتمع كان فيه العريس قد يمتلك إبلاً وأثاثاً على رُغم نُذرتها، ولا يوجد إلا عند أشخاص ذوي طبقةٍ عاليةٍ أو متوسطة، وقد يأتي بهدايا للعروس ثمينة ويأتي ب خيلٍ كهدية اُخرى، ويمتد الزواج إلى سبعة أيام. وأما الآن فقد يأتي العريس بأشياء غالية لكنها متطورة عما مضى كسيارة ومجوهرات إذ أنه لا فرق بين مهرٍ قديم ومهرٍ جديد، وأن كل العادات الدخيلة هي نوع من إدخال البهجة والسرور بطريقة شبابية مُعاصرة
وفي الختام تبقى طاقة الإنسان المادية والمعنوية هي شوكة الميزان بين الطرفين، حيثُ يعتبر المجتمع بروحه التضامنية يلعب دوراً كبيراً في التغلب على صعوبة المهر وكل ماهو دخيل، وتبقى الطاقات الشبابية هي المُهيمنة في آرائها وتطوير العادات بطريقةٍ ترفيهية مواكبة اي انه من يستطيع ان يعطي مهراً غالياً فله ذلك ومن لا يستطيع فلا يكلف نفسا الا وسعها لأن مهر الفتاة الحقيقى هو ما تجده بعد الزواج وليس قبله