
في مشهد صادم، ظهر رجل غاضب يحمل عصاً وينهال بالضرب المبرح على ثلاث نساء؛ أم تحاول إغلاق باب منزلها وابنتيها اللتين سقطتا أرضاً أثناء محاولتهما مقاومة اعتدائه دون جدوى.
الواقعة، التي وثقتها كاميرا مراقبة، حدثت يوم الأحد 26 يناير 2025 بجماعة العوامرة في إقليم العرائش، وأثارت استنكاراً واسعاً بين منددين بهذا العنف المفرط وبين من يحاولون فهم حيثيات القضية.
تفاصيل الواقعة
إحدى الضحايا روت تفاصيل ما جرى، مؤكدة أن الحادث بدأ بمحاولة الشخص المعتدي استفزاز شقيقتها في الشارع، ما أدى إلى مشادة كلامية بينهما، قبل أن يقوم فجأة بحمل عصا وبدء الاعتداء عليها بالضرب.
وأضافت: “عندما حاولت أنا وأمي التدخل لمنعه، تعرضنا أيضاً للضرب العنيف، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انضمت إليه امرأة أخرى، لا نعلم علاقتها به، وشاركت في الاعتداء علينا باستخدام العصا كذلك”.
وفي محاولة للحصول على وجهة نظر الطرف الآخر، تعذّر ذلك بسبب توقيف المعتدي واحتجازه رهن التحقيق، كما لم يكن من الممكن التواصل مع أحد أفراد أسرته.
نزاع قديم بين الطرفين؟
بشأن العلاقة بين المعتدي والضحايا، نفت الضحية أن تكون هناك أي صلة بينهم، مشيرة إلى أن المشكلة بدأت عندما قام شقيقها قبل أشهر ببيع منزل مجاور دون موافقة والدته أو العائلة، وهو ما دفعهم للجوء إلى القضاء لاستعادته.
وأضافت أن المرأة التي شاركت في الاعتداء كانت تقطن المنزل موضوع النزاع، بينما كان الرجل يتردد عليه من حين لآخر، دون أن يعرفوا طبيعة علاقته بها.
الحادث انتهى بإصابة النساء الثلاث، ونقلهن إلى المستشفى، فيما باشرت السلطات الأمنية تحقيقاتها واستجوبت جميع الأطراف يوم الثلاثاء 28 يناير 2025.
دعوات للمحاسبة ورفض للعنف
رئيسة منتدى المرأة للمساواة والتنمية بشمال المغرب، فتحية اليعقوبي، طالبت بمحاسبة المعتدي وإنصاف الضحايا، مشددة على أن العنف غير مبرر بأي شكل من الأشكال، بغض النظر عن الظروف.
وقالت اليعقوبي إن المنتدى يتابع الواقعة بقلق شديد، منددة بـ “الاعتداء الوحشي الذي يمثل تحدياً صارخاً للقوانين والأعراف، ويعكس استمرار العنف ضد النساء بطريقة بشعة ومرفوضة”.
وأكدت ضرورة تقديم دعم نفسي واجتماعي للضحايا لتجاوز تداعيات هذا الاعتداء، معربة عن تضامنها الكامل معهن، وثمّنت الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية، وخاصة الدرك الملكي، لمتابعة القضية منذ لحظاتها الأولى.