أخبار وطنية

عطلة الربيع بين راحة نفسية مطلوبة واستعداد دراسي مسؤول: مختصون يدعون إلى التوازن

الأحد 4 مايو 2025 - 17:16

عطلة الربيع بين راحة نفسية مطلوبة واستعداد دراسي مسؤول: مختصون يدعون إلى التوازن

تُعدّ العطلة الربيعية موعدًا طال انتظاره بالنسبة لمعظم التلاميذ، حيث يتطلعون إلى أيام خالية من ضغط الدراسة، يأملون خلالها في الترويح عن النفس والخروج من روتين الفصول الدراسية عبر الرحلات والأنشطة في أحضان الطبيعة، مستفيدين من اعتدال الجو ودفء الربيع.

وتتباين مواقف الأسر من هذه الفترة؛ فبينما ترى بعض العائلات العطلة فرصة لتكثيف المراجعة ودروس الدعم استعدادًا للامتحانات، تعتبرها أسر أخرى فترة ضرورية للراحة واستجماع الطاقة قبل استئناف الدراسة بروح متجددة.

من جهته، يرى هشام العفو، الباحث في علم النفس المدرسي، أن تحميل التلاميذ أعباء دراسية إضافية خلال العطلات أمر مرفوض من الناحية النفسية والتربوية. وأوضح أن العطلة ينبغي أن تكون مرحلة توقف ذهني تساعد المتعلم على إعادة ترتيب أفكاره واستيعاب مكتسباته بشكل أفضل، خصوصًا لدى من هم دون سن 18 عامًا.

وأكد العفو أن فترات الراحة ضرورية لإعادة بناء التوازن النفسي والذهني، داعيًا إلى ترك هامش حرية للتلميذ خلال العطلة للانخراط في أنشطة اجتماعية وأسرية وبدنية بعيدًا عن الضغط الدراسي. كما حذر من استغلال العطل من طرف بعض مراكز الدعم التي تُخضع المتعلمين لساعات دراسية مكثفة قد تمتد من الصباح الباكر حتى الساعات الأولى من اليوم التالي، مما يؤدي إلى إرهاق بدني ونفسي شديد.

في المقابل، شدد جبير مجاهد، الباحث في الشأن التربوي، على أهمية الموازنة بين الراحة واستثمار العطلة بشكل إيجابي. واعتبر أن منح التلميذ قسطًا من الراحة بعد ضغط الدروس ضروري لاستعادة النشاط، لكنه دعا أيضًا إلى تخصيص وقت منتظم للمراجعة بطريقة مرنة ومنظمة، تساعد على ترسيخ المعارف وتحضير التلميذ نفسياً للامتحانات المقبلة.

 

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن التحضير التدريجي خلال العطلة يخفف من التوتر، ويمنح التلميذ ثقة أكبر في مواجهة الاختبارات، من خلال تنظيم جيد للوقت وبناء خطة مراجعة واضحة ومدروسة.