
يترقب آلاف الأشخاص في المغرب ومختلف أنحاء العالم نتائج برنامج تأشيرة التنوع الأمريكية “DV Lottery” لسنة 2026، التي تم الشروع في الإعلان عنها ابتداءً من مساء السبت، بعد انتظار دام قرابة سبعة أشهر منذ إغلاق باب التسجيل في نونبر الماضي.
يمثل هذا البرنامج السنوي، المعروف لدى العموم بـ”القرعة الأمريكية”، فرصة استثنائية بالنسبة لكثيرين يحلمون بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية عبر بوابة الهجرة القانونية إلى الولايات المتحدة، حيث يُمنح ما يقارب 55 ألف شخص سنوياً تأشيرة الإقامة الدائمة بعد اختيارهم بشكل عشوائي من بين ملايين الطلبات الإلكترونية.
ويعكس الإقبال المتزايد على هذا البرنامج، خاصة من فئة الشباب، حجم الأمل الذي يعلّقه المغاربة وغيرهم عليه، باعتباره مساراً قانونياً للهجرة لا يتطلب شروطاً صارمة مقارنة بفرص الهجرة إلى بلدان أوروبية تشهد تعقيداً إدارياً واشتراطات ثقيلة.
في هذا السياق، يوضح عبد الحميد جمور، الباحث في قضايا الهجرة، أن الإقبال الواسع على البرنامج يعود إلى كونه من المسالك القانونية الأقل تعقيداً، في وقت تُواجه فيه طلبات الهجرة إلى أوروبا صعوبات متزايدة بسبب البيروقراطية وظهور نزعات يمينية. وأضاف أن قرعة أمريكا تجذب شريحة واسعة من المغاربة الباحثين عن فرص جديدة بطريقة شرعية وآمنة، في ظل وعي متنامٍ بمخاطر الهجرة السرية.
من جانبه، يرى الأكاديمي إبراهيم حمداوي أن “الغرين كارد” أصبح يمثل للكثير من المغاربة بوابة لتحقيق أحلام لم تُنجز داخل بيئتهم المجتمعية، مؤكداً أن الجاذبية الاجتماعية والثقافية للهجرة إلى الولايات المتحدة تلعب دوراً كبيراً في الإقبال على القرعة، خاصة مع وجود قصص نجاح واقعية لمهاجرين سابقين أثرت في محيطهم.
كما أبرز حمداوي أن عدداً من المشاركين مستعدون للتخلي عن مناصب أو امتيازات في المغرب مقابل فرصة جديدة بالخارج، وهو ما يكشف عن الأثر العميق الذي تتركه هذه المناسبة السنوية في الوعي الجمعي لفئات واسعة من المواطنين.