
في ختام موسم شاق وطويل، ضمن نادي الصداقة الرياضي بطانطان صعوده إلى القسم الوطني الأول هواة لكرة القدم، بعد تصدره ترتيب القسم الوطني الثاني هواة – شطر الصحراء، برصيد 54 نقطة، متقدماً بست نقاط عن أقرب مطارديه، أولمبيك فوسبوكراع.
الصعود جاء بعد تعادل سلبي خارج الديار أمام شباب وادي الذهب في الجولة الخامسة والعشرين، وهو تعادل كان كافياً لوضع الفريق على رأس الترتيب قبل جولة من إسدال الستار على المنافسات. هذا الإنجاز لم يكن وليد لحظة أو صدفة، بل نتيجة موسم حافظ فيه الفريق على مستوى أداء مستقر، وسجل خلاله نتائج إيجابية أمام منافسين مباشرين.
ويُحسب لإدارة النادي والجهاز الفني حفاظهم على التركيز وسط صعوبات التنظيم والدعم، وهي تحديات تتكرر لدى أندية الهواة في الأقاليم الجنوبية. لم يعتمد الفريق على الأسماء اللامعة أو الصفقات الكبيرة، بل على تماسك المجموعة، والانضباط التكتيكي، وتسيير يومي واقعي يضع إمكانيات النادي المحدودة في الحسبان.
رغم قلة التغطية الإعلامية، نجح الفريق في إيصال رسالته داخل الميدان، وعبّر عن طموحه بطريقة هادئة وعملية. والآن، مع اقترابه من مستوى تنافسي أعلى، يبرز تحدٍ جديد يتمثل في التهييء الجيد للقسم الأول هواة، الذي يتطلب موارد مالية وتنظيمية أوفر، ونموذجاً أكثر احترافية في التسيير.
نادي الصداقة بطانطان الآن أمام فرصة لتحويل هذا الصعود إلى مشروع رياضي حقيقي، يساهم في تنمية الرياضة بالإقليم، ويمنح أبناء المنطقة منصة تنافسية أعلى. لكن النجاح في ذلك لن يتحقق إلا باستمرارية الجدية، وبدعم محلي فعلي، ومرافقة مؤسساتية حقيقية، بعيداً عن الاحتفاء الظرفي.