أخبار الجهات

هدنة هشة بين الهند وباكستان بعد تصعيد خطير ومخاوف من تجدد المواجهات

الأحد 11 مايو 2025 - 18:21

هدنة هشة بين الهند وباكستان بعد تصعيد خطير ومخاوف من تجدد المواجهات

ساد الهدوء مجددًا على الحدود بين الهند وباكستان، الأحد، عقب تصاعد التوترات الأمنية وتبادل الاتهامات بخرق هدنة تم التوصل إليها بوساطة أمريكية، أنهت واحدة من أعنف المواجهات بين البلدين منذ عام 1999.

وشهدت بلدة بونش في الشطر الهندي من كشمير عودة تدريجية للحياة، حيث أُعيد فتح الأسواق، بعد تعرضها لقصف عنيف خلال الأيام الماضية. وقال أحد السكان، وهو بائع فاكهة يبلغ من العمر 15 عامًا: “أشعر بسعادة غامرة، وآمل أن يستمر هذا الهدوء ونعود لممارسة حياتنا الطبيعية”.

وكانت المنطقة قد عرفت مواجهات عنيفة استمرت أربعة أيام، تبادل خلالها الطرفان القصف المدفعي، إضافة إلى هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، مما أثار مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة بين القوتين النوويتين، وأدى إلى دعوات دولية عاجلة لضبط النفس.

بدأت الأزمة في 22 أبريل، حين تعرّض الشطر الهندي من كشمير لهجوم دموي أسفر عن مقتل 26 شخصًا في موقع سياحي. ووجهت الهند أصابع الاتهام إلى جماعة “عسكر طيبة” التي تتخذ من باكستان مقرًا لها، بينما نفت إسلام آباد أي علاقة بالهجوم ودعت إلى تحقيق محايد.

وردًا على الهجوم، شنت الهند ضربات استهدفت مدنًا باكستانية، معلنة تدمير “معسكرات إرهابية”، مما أدى إلى تصعيد متبادل في العمليات العسكرية. وأسفرت المعارك عن مقتل نحو 60 مدنيًا من الجانبين، وفق مصادر رسمية.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت، التوصل إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وهو ما وافقت عليه كل من الهند وباكستان، إلا أن الهدنة تعرضت لخرق سريع، حيث سجلت انفجارات وهجمات جديدة في مدينة سريناغار.

وتبادل الطرفان مجددًا الاتهامات بشأن خرق الاتفاق، ففي حين تحدثت الهند عن “انتهاكات متكررة” من الجانب الباكستاني، أكد مسؤولون في إسلام آباد استمرار إطلاق النار من الجانب الهندي، مع تأكيد باكستان التزامها بالهدنة.

وأفاد شهود عيان في القرى الهندية الحدودية بظهور آثار جديدة للقصف، ما دفع البعض إلى اتهام الحكومة الهندية بالتسرع والثقة في وعود غير مضمونة. ووصف أحد الجنود المتقاعدين الوضع بـ”الخيانة”، معربًا عن خيبة أمله من التعامل الرسمي مع الهدنة.

حتى ظهر الأحد، لم تُسجّل حوادث جديدة على الأرض، لكن سلاح الجو الهندي أعلن عبر منصة “إكس” أن “عملياته لا تزال جارية”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي بالقيادتين في الهند وباكستان، مشيرًا إلى بدء مباحثات تهدف لحل النزاع في كشمير. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الجانبين وافقا على إجراء محادثات حول ملفات متعددة في مكان محايد، رغم نفي مصدر حكومي هندي وجود أي اتفاق يتجاوز وقف العمليات العسكرية.

وقد رحبت عدة عواصم عالمية بإعلان وقف إطلاق النار، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى العمل نحو “سلام دائم”. غير أن محللين أكدوا أن التوتر لا يزال قائمًا، مشيرين إلى هشاشة الوضع وغياب تقدم ملموس في العلاقات الثنائية منذ عام 2019.