
طنجاوي
من يتابع اليوم المستوى المعيشي الذي ارتقى إليه أحمد الزفزافي، ومقارنته بالحالة التي كان عليها قبل ما يزيد عن السنة، سيكتشف بالتأكيد السبب الذي يجعل الرجل مستعدا لفعل أي شيئ من أجل أن يستمر الاحتقان بالحسيمة لأطول فترة ممكنة، ألم يصل به الأمر حد الانتشاء بحكم القضاء الذي أدان فلذة كبده ناصر؟!.
أحمد الزفزافي يعرفه الجميع موظفا بسيطا في التعاون الوطني، مثلما يعرفون واقعة اختلاس أموال الجمعية الخيرية الإسلامية بالحسيمة والطريقة التي تم بها طي الملف، وقبل حوالي سنة فقط، كان الرجل يعيش حياة الكفاف كأي موظف بسيط أحيل على التقاعد..
ويعرف سكان الحسيمة أنه بفضل كرم الملك محمد السادس تمكن الزفزافي الأكبر من تملك شقته، التي كان يكتريها لعقود بحومة “ديور الملك”، ولعل إشادته بالعطف الملكي في تصريح الرسمي للقناة الثانية سنة 2010 لازال محفوظا بأرشيف القناة، حينها كان المخزن حنونا وعطوفا في عيون الزفزافي الأب!!..

لكن ومنذ اعتقال نجله ناصر، تحولت حياة الزفزافي الأب رأسا على عقب، فقد أصبح الرجل الممثل الوحيد لعائلة المعتقلين، والناطق الرسمي بإسمهم والماسك بجميع خيوط قضيتهم..
هكذا أصبح الزفزافي الأب سفيرا متجولا مكلفا بملف معتقلي أحداث الحسيمة، لا ينزل من طائرة إلا ليركب أخرى، وأصبحت الدعوات تتقاطر عليه من طرف الهيئات والجهات التي لا تخفي عداءها للمغرب..
وبنباهة التاجر، أدرك الزفزافي أنه أمام فرصة لن يسمح لها بأن تنفلت من بين يديه مهما كان الثمن، ولذلك أبرم صفقة المال مقابل استكمال مخطط زعزعة استقرار منطقة الريف، وتأزيم الأوضاع بالحسيمة، بدءا بالتصريحات المسيئة للوطن وانتهاء بفسح الطريق لجماعة العدل والإحسان من أجل الركوب على ملف المعتقلين..
أحمد الزفزافي اليوم تخلص من شطف العيش الذي ذاق مرارته سنوات طوال، وودع إلى غير رجعة حياة الكفاف، وهو بعد أن ذاق حلاوة العش، بفنادقها الفاخرة، والتسوق من أرقى المحلات والماركات العالمية، و مراكمة الأرصدة بالدوفيز، فإنه ليس مستعدا بأي ثمن أن يعود إلى وضعه السابق، وهذا ما يفسر ارتماءه في أحضان الجهات التي يزعجها استقرار المغرب، منفذا لأجندتها التخريبية، ولو وصل الأمر حد التآمر على الوطن..
باختصار: الزفزافي الأب يجسد الصورة الأكثر بشاعة للبؤس..
