مجتمع

طفلة من ضواحي طنجة تستنجد برئيس الحكومة لإنقاذ قريتها من الموت

الجمعة 16 أكتوبر 2015 - 17:12

طفلة من ضواحي طنجة تستنجد برئيس الحكومة لإنقاذ قريتها من الموت

طنجاوي*

قبل بضعة أشهر، بعثت طفلة من مدينة طنجة، رسالة مؤثرة إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، تطالبه فيها بالتدخل لإنقاذ قريتها، المتواجدة بجماعة ” تغرامت” بإقليم الفحص أنجرة، شرق مدينة طنجة، من مخاطر التلوث و الغبار الذي تحدثه المقالع المتواجدة بالمنطقة، و التي تضرر بسببها النبات، والشجر، والطير، وحتى الحجر، وانقرضت تربية النحل تماما، و تحولت الفلاحة إلى كابوس، وراح عدد كبير من رؤوس الماشية ضحية لهذه الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل .

وبسبب هاته المقالع أصيب الناس بداء السل، و أمراض جلدية خطيرة، وصارت الشاحنات العملاقة، التي توفر الأحجار للأوراش المفتوحة بميناء طنجة المتوسط، مصدر رعب يومي، بسبب ما خلفته من ضحايا، أغلبهم رضع، وأطفال، وشيوخ…

وجاء في الرسالة الموجهة إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، ” أنا طفلة من قرية ” تغرامت “، بجماعة تغرامت – إقليم فحص أنجرة بشمال المغرب، إسمي هاجر الدبدي فريشي، و أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أردت أن أحكي لك قصة قريتنا التي عانت و ما زالت تعاني من مشاكل مع المقالع المتواجدة بالقرية، حيث إنها توجد بالقرب من منازلنا، و تتسبب في انتشار الغبار في كل مكان، و تصدع منازلنا بسبب المتفجرات ” .

تضيف الطفلة هاجر، في رسالتها المؤثرة، مستغيثة برئيس الحكومة،  ” نحن في خطر داخل بيوتنا و خارجها، و الشاحنات تملأ الطريق في كل مكان، فذهابنا إلى المدرسة يشكل لنا خطرا كبيرا، حيث أختي خديجة الشهيدة قتلت عن طريق شاحنة انقلبت عليها في ساحة المدرسة، و عمرها ست سنوات و نصف، رحمها الله ” …

ما يجري في عمالة  فحص أنجرة هو مزيج ما بين التنمية و الموت، ما بين الأمل و اليأس المطلق، ما بين بصيص النور و الظلام الحالك، وهو ما لخصته هاجر في رسالتها قائلة:” نعيش في وضع صعب يملؤه الخوف … كل شي يموت، و الحيوانات تكاد تنقرض مع أنها مصدر عيش أغلبية الساكنة بالمنطقة… ” .

                         *عن جريدة المساء بتصرف