
محمد كويمن العمارتي٭
كان أهل التراكتور يرغبون في “امتلاك” طنجة، وحاولوا بسط سيطرتهم باستقطاب الطالح قبل الصالح، واعتقدوا أن كل الأمور، التي خططوا لها تسير في الطريق الصحيح، مند أن قرروا “تعيين” العمدة الأسبق “المستقيل”، وزاد يقينهم بعد وصول العمدة السابق إلى ما كان يطمح إليه دون سابق إنذار، ثم تعثر برنامجهم الخاص برسم ملامح الخريطة السياسية بالمدينة، بعد الاكتساح الذي حققه أهل المصباح خلال الاستحقاقات الجماعية الأخيرة.
وبعد تجربة أهل التراكتور، جاء الدور على أهل المصباح، الذين كانوا يرفعون شعار محاربة الفساد، لدرجة أن المجلس الجماعي صار يحمل لقب مجلس الفساد من كثرة حديثهم عن الخروقات والتجاوزات والفضائح و…، وحين تحملوا المسؤولية اختفى الفساد، كما لم تعثر أمريكا على أسلحة الدمار الشمال بالعراق، وتحول المجلس إلى مقر لحزب المصباح وباقي القطاعات الموزاية له، ولعلها من سيئات الأغلبية المريحة وسط معارضة هزيلة.
وبالمقابل ما تشهده طنجة من تحولات، فاق قدرات “التحكم” لأهل التراكتور، و”معجزات” الإصلاح لأهل المصباح، حين اختفت الانتقادات والتعاليق، ولو من باب الاعتراف ببعض الأخطاء، في مواجهة فتوحات أهل الوالي، فمن غير المعقول أن تصير طنجة كبرى بدون تعدد الأفكار لاختيار الأفضل منها وفق معايير موضوعية، وإن كان من المستحيل إرضاء الجميع، فعلى الأقل تكريس التواصل التشاركي بدل فرض الأمر الواقع باسم المصلحة العامة.
هناك بعض الأوراش، تفتقد لجملة من الشروط لإخراجها لحيز الوجود بالشكل المطلوب، كما يتحدث عنها أهل الاختصاص، ولا من يتدخل لوقف نزيف هدر المال العام، بعيدا عن أهل النوايا السيئة، فقط صمت غريب وعجيب، وسط ضجيج أشغال أهل الوالي، التي تفاجئ أهل المجلس ومن يعنيهم الأمر في كثير من الحالات، أمام انشغال أهل المصباح بحشد المزيد من الأصوات الجمعوية، فيما أهل التراكتور يترقبون ردة فعل كبير القوم، أما المدينة فتخشى أن تفقد أهلها وتضيع عليها فرصة التأهل لنهاية كأس طنجة الكبرى عن جدارة واستحقاق كما يتمنى ذلك سكانها، فالمناسبة شرط لتدارك هفوات الإصلاح وتحمل كل طرف مسؤوليته كاملة، بما في ذلك أشجار النخيل الصامدة وأحجار الرصيف المنتفضة وأعمدة الكهرباء المناضلة و…
٭عن أسبوعية “لاكرونيك”