
طنجاوي –يوسف الحايك
ككل مرة، لا يتردد النظام الجزائري، في تفويت أي مناسبة للاصطياد في الماء العكر، لتعميق الأزمة المفتعلة بين المغرب وجارته الشرقية.
“احنا في بلد عدوة” عبارة نسبت للقنصل المغربي في وهران، أحرضان بوطاهر، في مقطع فيديو مفبرك، جعل منها جنرالات النظام العسكري الجزائري بقيادة عبد المجيد تبون، فرصة للتحريض ضد المغرب، ومحاولة تصدير الأزمة التي تتخبط فيها البلاد.
تصدير أزمة
حملة التأليب التي تقودها الآلة الدعائية الجزائرية رأى فيها الإعلامي المغربي يوسف بلهيسي، محاولة من تبون الفاقد للشرعية يحاول تصدير أزمته الداخلية نحو المغرب”.
ورأى بلهيسي أنه بات “واضحا أن هناك قرارا اتخذه العسكر للدخول في مواجهة مع المغرب في هذه الظرفية بالذات وقضية القنصل ليست سوى ذريعة” .
وفي محاولة للهروب إلى الأمام، سارعت الخارجية الجزائرية إلى استدعاء السفير المغربي أول أمس الأربعاء (13 ماي) الجاري.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان لها إنه “استدعي الأربعاء، سفير المملكة المغربية بالجزائر من طرف صبري بوقدوم، وزير الشؤون الخارجية، حيث تمت مواجهته بالأقوال التي صدرت عن القنصل العام للمملكة المغربية بوهران خلال النقاش الذي دار بينه وبين مواطنين مغاربة”.
وأضافت الخارجية الجزائرية أنه تم إبلاغ الدبلوماسي المغري بأن “توصيف القنصل العام المغربي في وهران، للجزائر، إذا ما تأكد حصوله، على أنها +بلد عدو+ هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله” وفق ما جاء في البيان.
وتابعت أنه “في نفس الآن مساس بطبيعة العلاقات بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين، مما يستوجب على السلطات المغربية اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين”.
فبركة
وفي معرض مقال له حول العداء المتأصل للنظام الجزائري نحو المغرب، فكك المختار الغزيوي مديري نشر صحيفة “الأحداث المغربية”، لغة بلاغ الخارجية الجزائرية.
ونبه الغزيوي إلى أن استعمال وزارة الخارجية الجزائرية لعبارة “إذا ما تأكد حصوله” يبرئ تماما القنصل المغربي في وهران من هاته التصريحات، ذلك أن من يعرف قليلا الخارجية الجزائري ومن يتابع عملها يعلم علم اليقين أنها لو كانت متأكدة بأن هاته التصريحات صدرت بالفعل عن القنصل المغربي لكتبت البيان بلغة أخرى”.
واعتبر كاتب المقال أن “الخارجية الجزائرية وهي متأكدة من أن ما قاله القنصل المغربي عن فبركة الشريط وإضافة الصوت الذي يقول إن الجزائر عدو هو الأمر الصحيح، عمدت إلى إبقاء الخلط قائما في الأذهان، وحرضت الصحافة التابعة لها والتابعة للمرادية لكي تشن حملة على المغرب تتهمه فيها من خلال هاته الجملة المفبركة أنه يعادي الجزائر”.
وقال إنه “لا نحتاج هنا شريطا مفبركا، ولا فيديوهات على اليوتوب ولا أي شيء من هذا القبيل للتأكد من الأمر. يكفي أن نتأمل واقع الحال وأن نلاحظ كيف يشغل هذا البلد الجار لنا نفسه بتصيد المشاكل للمغرب عوض أن يشغل باله بالاستجابة لمطالب شبابه وهي مطالب مشروعة أولاها وأهمها المرور إلى الدولة المدنية وتمكين الشباب في الجزائر من تسيير بلادهم بعد مرور كل هذا الوقت على الاستقلال عن فرنسا”.
البعمري:النظام الجزائري عدو
من جهته، وفي تفاعله مع التطورات المستجدة على صعيد العلاقات الدبلوماسية المغربية ـ الجزائرية، قال نوفل البعمري، المحامي، والخبير في قضية الصحراء المغربية “نعم النظام الجزائري عدو للمغرب”.
وأوضح البعمري في تدوينة له أنه “من الناحية الدبلوماسية، يمكن أن يكون تصريح القنصل المغربي بوهران خاطئ، هذا إذا ثبت أن الفيديو غير مفبرك”.
في المقابل، استدرك البعمري بالتأكيد على أنه “من الناحية الواقعية، ما قاله صحيح جدا، و لا يجب أن يفاحئنا، النطام الجزائري و ليس الشعب الجزائري الشقيق، ظل يناصب العداء للمغرب منذ الاستقلال، منذ انقلاب بومدين على أحمد بن بلة وتحول الجزائر إلى قطعة في يد الجنرالات الذين حولوا العداء للمغرب إلى عقيدة جزائرية، للأسف الاحتجاجات الشعبية لم تؤد إلى ما كان يطمح إليه الجميع، إقامة نظام مدني ديموقراطي في الجارة الجزائرية”.
وردا من البعمري على انزعاج الحكومة الجزائرية واستدعاءها للسفير المغربي، ذكر أن المغرب لم ينزعج في مجموعة من المواقف المسيئة له من طرف الجزائر؛ ومنها عندما صرح وزير خارجيتها السابق بأن الخطوط الملكية المغربية تنقل أشياء أخرى، وعندما عمد غير ما مرة ممثلها بأوروبا إلى التهجم على المغرب طيلة دورات الاتحاد الأوروبي.
ولم ينس البعمري التذكير بتمويل النظام الجزائري بالمال والسلاح حركة انفصالي لجعلها حجرة في حذاء المغرب كما صرح بومدين ذات زمن
وعندما حول تبون المغرب إلى جزء من حملته الانتخابية، وعندما شبه تبون مؤخرا في مؤتمر حركة عدم الانحياز الأقاليم الصحراوية بفلسطين، وعندما ذهب مؤخرا جنرالات الجزائر للإشراف على مناورة عسكرية بتندوف قرب الجدار العازل تحت عنوان “الوفاء بالعهد” وهو عهد النظام هناك على إضعاف المغرب.
وخلص البعمري إلى أنه “إذا أراد المغرب أن يحاسب النظام الجزائري على تصريحات مسؤوليه المعادية له، وعلى ما يقومون به منذ أربعين سنة فعلى النظام هناك أن يعتذر للمغرب إلى ما لا نهاية”.