
يعتبر العمل الحزبي واحدا من أهم مشاهد الديمقراطية التي تتجسد عبر ممارسة سياسية وفق الدستور المغربي، والذي أسس لتعددية حزبية تقود النخب من خلالها الأحزاب وتتنافس وفق برامج ومبادئ لخدمة الشأن العام.
في الأقاليم الجنوبية تتخذ الأحزاب صورا مختلفة للظهور، وتسمح بالإنتماء وفق إيمان راسخ بأهمية الأقاليم الجنوبية، في حين يجد المواطن نفسه بهاته الاقاليم مرغما على التفاعل الإيجابي مع نداءات الاحزاب دون ان يجد لنفسه دورا فعالا داخل المنظومة الحزبية.
وهو الأمر الذي عطل طموحات الشباب بالمنطقة وأرخى بظلاله على مشاريع شبابية لأبناء الأقاليم الجنوبية، الذين وجدوا أنفسهم رهينة لمشروع تأثيث المشهد بالحزب، وإلغائهم من قيادة الأحزاب على مستوى التنسيقيات، الشئ الذي ساهم في تصدير حالة من اليأس داخل أوساط ساكنة الأقاليم الجنوبية.
ومن خلال تجارب عديدة لأحزاب سياسية بالاقاليم الجنوبية ظلت طيلة العقود الماضية مسيطرة على مشهد العمل الحزبي، فإن اي إستخلاص لنتيجة العمل يحيلنا الى اكتشاف تأثيرات سلبية مختلفة طغت على مستوى الطموح والآمال لدى كل ممارس حزبي، فأضعفت مستوى إقبال النخب على الأحزاب، وأنشأت حاجزا متينا منع الأحزاب من الاستفادة من النخب الذين اصبحوا يبحثون عن شرح دقيق لمفاهيم الإنتماء الحزبي، وتغيير إستراتيجة الأحزاب اتجاه أبناء الأقاليم الجنوبية كشرط أساسي لأي إنتماء حزبي.
كما تعتبر محطات المؤتمرات الوطنية للأحزاب واحدة من أهم آليات استنزاف الشباب والنخب من أبناء الأقاليم الجنوبية، إضافة الى غياب اي تناوب على الترشح في فترة الانتخابات بالاقاليم الجنوبية الأمر الذي يعتبر ضعفا واضحا في مركزية الأحزاب، من خلال قبولها بسيطرة ونفود اشخاص لسنوات دون السماح بظهور أوجه مثقفة قادرة على تمثيل الساكنة والحزب والتقوية من مستوى إشتغاله.
فهل يمكن للأحزاب المغربية استخلاص العبر من المستوى الضعيف وفشلها بالاقاليم الجنوبية ام انها ستظل رهينة لأصحاب النفوذ والمال….!!!!