
طنجاوي
منذ اعتقال ناصر الزفزافي، عقب تورطه في الأحداث التي هزت منطقة الريف، وما خلفته من مآسي وخسائر فادحة، لم يتردد والده أحمد الزفزافي في الركوب على محنة نجله، محاولا تسويق اعتقاله وإحالته على المحاكمة وكأنه انتصار!..
واليوم وبعد إدانة ناصر ب 20 سجنا نافذا، سارع والده للإدلاء بتصريحات إعلامية يعلن فيها فرحته العارمة بهذا الحكم، معتبرا إياه انتصارا، لكنه لم يكشف لنا لمن هذا الانتصار وعلى من!!..
لكن ما هو مؤكد اليوم أن أحمد الزفزافي، الذي لازالت تطارده لعنة اختلاس أموال الجمعية الخيرية الإسلامية بالحسيمة، أدرك بما يملك من خبرة في عالم النصب والاحتيال أن حراك الريف هو تلك الدجاجة التي ستبيض ذهبا في جيبه، ولا يهم إن كان ذلك على حساب آلام وجراح ساكنة الحسيمة وعائلات المعتقلين الذين راحوا ضحية أوهام إبنه.
وهكذا صار الزفزافي الأب ناطقا رسميا باسم نجله ناصر، وسفيرا متجولا لحراك الريف، حتى أن الرجل أصبح يجاهر باللقاءات التنسيقية التي يعقدها مع أعداء الوطن الخونة ودعاة انفصال الريف خلال سفرياته المتعددة، وبدا واضحا أنه استحلى اللعبة ما دامت مربحة، كيف لا و الأموال باتت تجد طريقها نحو جيبه، وأصبح بين عشية وضحاها يعيش حياة الخمس نجوم، والفضل في ذلك يرجع إلى “ناصر الزعيم”، بل إنه ولكي يستمر هذا النعيم فإن الاعتقال يجب أن يستمر لأطول فترة ممكنة!..
وهذا ما يفسر فرحة أحمد الزفزافي بإدانة إبنه، لأن ذلك سيعبد له الطريق نحو الاسترزاق بقضيته وجني المزيد من الأموال.
ولعل ما يؤكد أن أحمد الزفزافي كانت براءة نجله هي آخر اهتماماته، هو أنه استدعى أحد تجار المخدرات ليكون شاهدا لفائدة ناصر خلال هاته المحاكمة، ويتعلق الأمر بالمسمى ياسر أورحو، والمصيبة أنه تم اعتقاله اليوم بالحسيمة متلبسا بحيازته لعدة لفافات ومبلغ مالي متحصل عليه من الاتجار في الممنوعات.
فأي خير يرتجى من أب يتاجر في محنة إبنه، ويعتمد على تجار مخدرات وأصحاب سوابق لإثبات براءته؟!..

