
محمد كويمن العمارتي
استبشر العديد من سكان طنجة خيرا، حين علموا أن الفصل المتعلق بصوائر غسل ودفن الأموات، حافظ على المبلغ المخصص له برسم ميزانية 2017، دون أن يتم المساس به (الفصل) خلال مراجعة مشروع الميزانية للمرة الثانية، وبذلك يكون المجلس قد اجتهد وأصاب، حين استجاب لطلب الأحياء من سكان المدينة، واعتمد 20 مليون سنتيم من أجل غسل ودفن الأموات في إطار الخدمات العمومية، التي تقدمها الجماعة مشكورة لكل من هم في حاجة للدفن، من باب إكرامهم بعد وفاتهم، وفي ذلك جميل الأجر والثواب، ظلت تتوارثه المجالس المنتخبة، ويحتسب في ميزان حسناتها الكبرى في تدبير مالية الجماعة..
لكن البعض يرون أن المجلس الحالي كان عليه الاجتهاد أكثر وأكثر، ويرفع من قيمة هذا الفصل المتعلق بصوائر الغسل والدفن خلال دراسة ميزانيته الاستثنائية برسم سنة 2017، باعتبار أن الإقبال على الدفن قد يتزايد مع حذف الاعتماد المخصص لمصاريف استشفاء المعوزين، الذي كان يصل مليون درهم في ميزانية السنة الماضية، وأصبح 0 درهم ضمن اعتمادات مصاريف التسيير للعام الجاري، وربما المجلس حين اتخذ هذا القرار كان على قناعة تامة بالوضع الذي تعيشه المراكز الاستشفائية بالمدينة، ومن أجل الوفاء بوعوده سيسعى خلال هذه السنة إلى إقناع المعوزين بأن لا شفاء إلا شفاؤه سبحانه والصبر مفتاح الفرج..
كما لم تسلم مجموعة من فصول ميزانية التسيير من التقشف، بعدما أضحت اعتمادات أزيد من 40 فصلا لا تتجاوز 100 درهم لكل فصل، كمصاريف اتفاقيات توأمة طنجة مع عدد من المدن العالمية، التي تحولت في مالية 2017 إلى مصاريف الفراق، ولم يعد بمقدور المجلس تنظيم الندوات والمناظرات والتداريب، ولا استقبال الضيوف وتقديم لهم الهدايا، بعدما انحصر الكرم في الميزانية فقط في دفن الميت، كما أصبح مجموع المصاريف الطارئة لا يتعدى 200 درهم، فيما راهن المجلس في ظل هذه الأزمة المالية على استمرار دعم الفصول ذات العلاقة بشكل غير مباشر بالمخزون الانتخابي لصاحب التدبير ولو بأضعف الإيمان..
ويبقى أكبر متضرر هو الفصل المتعلق بشراء السلاح والذخيرة، الذي لم يتمكن في عهد المجلس الحالي من استرجاع الاعتماد المخصص له سنتي 2014 و2015، حين كان يبرمج له مبلغ يصل إلى حوالي 30 ألف درهم، وأصبح اليوم ب 100 درهم، وربما كانت الوزارة الوصية تتمنى لو تم دعم هذا الفصل في مشروع ميزانية الموت لسنة 2017، لمتابعة العمدة ومن معه من أجل حيازة الأسلحة وتبني أفكار جهادية..
*عن أسبوعية “لاكرونيك”