أخبار من الصحراء

الغابة “شريفة”

الأحد 12 فبراير 2017 - 11:11

الغابة “شريفة”

محمد كويمن العمارتي*

قيل الكثير عن مشروع “الشريفة” بغابة دانبو، وتعالت الأصوات المطالبة بحماية أشجار هذه الغابة، واختلفت دوافع التنديد بقطعها حسب خلفيات كل طرف، هناك بعض سكان الفيلات بهذه الغابة يرون في المشروع “إزعاجا لخصوصيتهم وتهديدا لاستقلاليتهم”، وهناك بعض الجهات ترغب في تصفية حساباتها باستغلال الشجرة التي تخفي الغابة، وهناك أيضا من يسعون للدفاع عن الغابة بمنطق الحرص على حماية بيئة المدينة لا غير، وهذه الفئة بالخصوص من حقها الاطلاع على كل ما يتعلق بالأوراش المعنية بالفضاء الأخضر، بل من المفروض إشراكها في اتخاذ القرارات المناسبة المرتبطة بها، بعدما فقدت طنجة ما يكفي من مجالها الغابوي نتيجة زحف التعمير وباسم تشجيع الاستثمار السياحي..

إذا كانت “الشريفة” اكترت عقارا غابويا ينتمي لمجال غابة “دانبو”، وتريد إقامة حديقة نباتية عمومية، حسب ما أعلنت عن ذلك في تصريح لها للقناة الثانية،فلماذا لم تضع لوحة إشهارية بعين المكان لتفسير ما يجري بالورش المذكور وتحديد الجهة المرخصة له؟، الأمر الذي أثار الكثير من القيل والقال، خاصة بعدما ارتفعت وتيرة قطع الأشجار دون تقديم أي توضيح حول طبيعة الأشغال الجارية، وهذا من أخطاء “الشريفة”، وخطأ “الشرفا” بتعبئة مضاعفة، ولوكانت قد حصلت على موافقة “والي” المدينة، فاحترام المساطر القانونية وحماية الغابة أكبر شرف للجميع..

والغريب أن مقاطعة طنجة المدينة سبق لها أن منحت لصاحبة المشروع، رخصة لتسييج العقار الغابوي المعني، دون أن تسأل عن طبيعة المشروع وتراسل الجماعة الأم حول هذا الموضوع ولو من باب الإخبار لكي لا يبقى العمدة كالشاهد “اللي ما شفشي حاجة”؟،فقط سلمت لها الرخصة بدعوى حمايتها من غزو “الحلوف”، علما أن نفس المقاطعة لا ترى مانعا في استمرار “التعايش” بين سكان المدينة و”الحلالف” بمنتزه بيرديكاريس العمومي، كما فضلت مندوبية المياه والغاباتممارسة لعبة تسلق الأشجار في تعاطيها مع هذا الملف، دون الكشف عن حقيقة مشروع الحديقة النباتيةتفاديا للكثير من التأويلات الغامضة..

ولعل مطالب ساكنة طنجة، بغض النظر عن مشروع “الشريفة”، كان يجب أن تركز بالأساس على الدعوة إلى إحداث منتزه طبيعي بغابة دانبو بمواصفات بيئية علمية تراعي خصوصية المنطقة، ويليقبطنجة الكبرى، وذلك من خلال الضغط على السلطات المحلية، لتحويل هذا الفضاء الغابوي الواقع بالمجال الحضري للمدينة إلىملك عمومي لفائدة طنجة، لكي يستفيد منه جميع سكان المدينة وزوارها، ويتم وضع حد لأي محاولة تستهدف هذا المتنفس الطبيعي للمدينة، فالغابة “شريفة”، و”بركتها” يجب أن تشمل عامة ساكنة طنجة..

  *عن أسبوعية “لاكرونيك”