
محمد كويمن
الدولة المغربية ستمنح لجماعة طنجة درهما رمزيا، مقابل تفويت قصر “ألفا” بمدينة فيتوريا، للراحل طوفار، الذي وهب أملاكه للمدينة، حين سحره موقعها المتميز وجمالها الطبيعي دون أن يتعرف على مسيريها، وإلا لكان غير رأيه واستغفر ربه قبل أن يصير من النادمين، لكن شاء القدر أن يتحول اسمه إلى ملف يتداوله القضاء حول اختفاء مجموعة من ممتلكاته، عوض أن تحظى روحه بتكريم من المجلس البلدي كعربون اعتراف وامتنان على ما وهبه لهذه المدينة، وهي في قبضة “سماسرة” الانتخابات، من مجلس إلى مجلس، مع اختلاف في الألوان والشعارات، والهدف واحد الدفاع عن “المصلحة العامة”، صدق أو لا تصدق..
واليوم يعود الحديث عن ما تبقى من أملاك طوفار، بعدما تمكن المجلس الجماعي الموقر من عقد “صفقة العمر”، حين أقنع الدولة المغربية بالدخول معه في هذه “البيعة وشرية”، التي سيحصل بموجبها على درهم رمزي، نعم درهم كامل من الدولة المغربية سيحول إلى حساب الجماعة، لكن بعد أن يتم “تعويمه”، لأن وزارة الداخلية تعلم جيدا أن درهمها سيلتحق بمدينة البحرين.
وعجز جماعة طنجة عن توفير الاعتمادات المالية للحفاظ على عقارها فوق التراب الاسباني، فرض عليها تفويته بدرهم رمزي لفائدة الدولة المغربية، من أجل “إنعاش” مداخيلها، فدرهم الدولة فيه الخير والبركة، وذلك ما ينقص المجلس الجماعي..
إلا أن هذا العجز المالي لم يفرض على الجماعة، تعويض العمدة ونوابه ورؤساء المقاطعات ونوابهم بدرهم رمزي، خاصة وأن الفلوس مجرد “أوساخ هذه الدنيا الفانية”..
كما لم يجرؤ العمدة على توقيع بروتوكول اتفاق مع شركة أمانديس، يقضي بمنحها درهما رمزيا مقابل تسوية ديون الجماعة، المتعلقة باستهلاك الماء والكهرباء، لأن المجلس لا يتوفر على الاعتمادات المالية، في الوقت الذي فرضت عليه أمانديس أداء 15 مليون درهم سنويا إلى غاية 2026، إضافة إلى تسديد الفاتورة السنوية، دون الضغط عليها لفك العزلة عن جيوب السكان..
وطبعا يبقى هذا ما باب التذكير فقط بأهمية وقيمة الدرهم الرمزي، وإن كان هناك تخوف من مصير مجلس رمزي يسير المدينة بشكل رمزي وبدون درهم..