
طنجاوي
قالت الممثلة لبني أبيضار، إنها لم تندم على مشاركتها في فيلم “الزين اللي فيك”، ولعبها دور البطولة فيه، على اعتبار أنها مقتنعة به، وبالهدف الذي يسعى إليه، وهو إماطة اللثام عن طابو يصعب الاقتراب منه.
وأضافت بطلة الفيلم المثير للجدل، في حوار أجرته مع “الصباح”، في عددها ليومه الاثنين، أن زوجها حضر بعض المشاهد المصورة، ولم يكن له أي اعتراض، كما كشفت عن عملها المستقبلي المتمثل في فيلم سيثير جدلا واسعا في المجتمع المغربي، ويتطرق إلى “التحرش الجنسي”. كما كشفت أبيضار في ذات الحوار عن حربها ضد زميلها سعيد الناصري، إضافة إلى مجموعة من الأمور بعد شهرتها في “الزين اللي فيك”.
هذا أبرز محاوره:.
نجحت في الحصول على جائزة أحسن ممثلة عن دورك في فيلم “الزين اللي فيك” بمهرجان “أنجوليم” الفرنسي، ماذا يمثل لك هذا التتويج؟
تمثيلي للمغرب في المهرجانات العالمية، كان هو الهدف الرئيسي الذي أسعى نحوه، وها هو تحقق لي في مساري الفني، إذ ليس من السهل، تمثيل السينما المغربية في مهرجانات عالمية، أبرزها “كان” و”أنجوليم”.
أقوم حاليا بجولة أوربية، لعرض “الزين اللي فيك”، كما سأشارك في مهرجان كندا، وبعده السويد والإسكندرية وتونس، وعدة مهرجانات.
مثلت السينما المغربية في مهرجانات عالمية، ولم أمثل الشريحة التي تكلمنا عنها في الفيلم، بل بينت أن المغرب وصل إلى درجة كبيرة من التحرر، وبأن المرأة المغربية احتلت مجموعة من المناصب التي كانت حكرا على الرجال، وتجاوزنا ذلك إلى مناقشة مواضيع يصعب أن تناقشها دول عربية، وبغض النظر عن الموضوع المعالج في الفيلم، فإنني أعتبر “الزين اللي فيك” انتصارا للمرأة المغربية.
هل فعلا ندمت عن المشاركة في الفيلم المثير للجدل “الزين اللي فيك”؟
أبدا لم أندم على دوري في “الزين اللي فيك”، لأنني أديته عن قناعة، ولأنه يتطرق لموضوع بحاجة للمناقشة.
قبل اختياري للعب دور البطولة في “الزين اللي فيك”، كنت مستشارة فنية في هذا الفيلم، ودرست العديد من الحالات التي نتناولها في الفيلم، وكانت شجاعة وجرأة مني أن أقبل تجسيد تلك الشخصية.
ولأن الفيلم كان بحاجة إلى شخص يقبل تجسيد دور يتكلم عن هذه الشريحة ويخرج معاناتها إلى الوجود بعيدا عما يسمى بالطابو.
ألم يكن هناك تخوف خصوصا أن الدور سيثير ضجة في مجتمعنا المغربي “المحافظ”؟
في الحقيقة كنت متخوفة في البداية، لكن بعد تفكير عميق، تأكدت أنه يجب على الإنسان القيام بمبادرة شجاعة للحديث عن هذه الظاهرة وتحمل مسؤوليته في ذلك، لأنه لا يعقل أن نظل سجناء للخوف حتى لا نقوم بمبادرات تميط اللثام عن فئات تعاني في صمت.
هل يمكن أن نقول أن الإغراء المالي والبحث عن الشهرة من الأسباب التي جعلتك تقبلين هذا الدور؟
أبدا لا، الإغراء المالي لم يكن في يوم من الأيام دافعا لي لقبول تجسيد أدوار جريئة في مساري الفني، أما الشهرة فهي نقمة أكثر منها نعمة، لأنني لم أكن أستعجل الشهرة وكثرة الأضواء، لأنهما كانا سيأتيان لا محالة مع مرور الأيام، ومع تألقي في الأعمال التي أشارك فيها، لأنني ممثلة ذكية وأتوفر على مقومات النجاح من إصرار ومثابرة، لأن هذه الشهرة والتألق لو لم يأتيا عن طريق “الزين اللي فيك” سيأتيان بسبب أعمال أخرى.
الأسباب الحقيقية التي جعلتي أقبل لعب دور البطولة في “الزين اللي فيك”، هي تلك الشريحة التي تعاني في صمت، بسبب “الدعارة”، بالدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة والرباط وغيرها من المدن المغربية.
بعد عرض مقاطع “الزين اللي فيك” في اليوتوب، أثار الأمر ضجة كبرى إلى حد تلقيك تهديدات بالقتل، كيف عشت تلك اللحظات؟
كانت مرحلة صعبة، لكن أعجبني الحال، لأنني تسببت في صدمة للمجتمع المغربي، وكان هدفي من وراء ذلك أن يستفيق المغاربة من سباتهم ويكتشفوا حقيقة معاناة تلك الفئة. لأن الحقيقة التي لا تؤدي إلى الصدمة ومراجعة مواقفنا لا يمكن اعتبارها حقيقة.
كنت خائفة في البداية على حياتي وعائلتي، لكن صمدت في وجه تلك الانتقادات اللاذعة والتهديدات، وفي تلك القترة كنت أتنقل بين الدار البيضاء ومراكش، ولم أهرب من المغرب، بل ارتأيت فقط السفر في إجازة كباقي المواطنين، وبعدها رجعت إلى بلدي وأعيش حياة عادية كباقي الناس.