أخبار سياسية

شعارات المرحلة في زمن البلقنة

السبت 10 سبتمبر 2016 - 08:15

شعارات المرحلة في زمن البلقنة

محمد كويمن العمارتي*

يبدو أن وزارة الداخلية استكثرت على الناخبين الاستفادة من فرصة لا تعوض، حين تزامن موسم الانتخابات مع الدخول المدرسي وعيد الأضحى، وقررت تطبيق القانون بكل صرامة من خلال مراقبة كل من يحاول استمالة الناخبين، وصرامة الداخلية معروفة طبعا، فهي لا تنطق عن الهوى بل تتبع الهوى، في اتجاه ما يخدم مصالح البلاد والعباد، على الأقل كما يقول صناع الخريطة السياسية، فالخطر كل الخطر أن تترك الدولة أهل الانتخابات يؤثرون على الشعب ويحصلون على مقاعد برلمانية مقابل إغراءات ظرفية، فيما البلاد في حاجة إلى شعب يختار ممثليه بكل حرية وقناعة !!..

لكن الأخطر أن الدولة تتناسى هذا الشعب ولا تتذكره إلا في مثل هذه المحطات، فهي تدعي بأنها تخاف عليه من سماسرة الانتخابات، وتسعى لكي لا يتأثر ويسقط في فخ الاستفادة من أضحية العيد واللوازم المدرسية خلال الحملة الانتخابية، لأن ذلك لا قدر الله سيؤدي إلى ترجيح كفة مرشح على آخر دون مراعاة التنافس المشروع، والمصداقية المشروطة، والكفاءة المطلوبة، إنها شعارات المرحلة في زمن تكتسح فيه البلقنة كل شيء..

إلا أن هناك بعض المرشحين، تعرفهم الداخلية وحتى الخارجية، ويحصلون على مقاعدهم البرلمانية، بفضل جيوبهم، بل أحدهم يخصص مع اقتراب الموسم الانتخابي ميزانية تقارب المليار سنتيم لتمويل حملته، وفي كل مرة يفوز دون حاجته لا لبرنامج انتخابي ولا أن يدعمه حزبه، فقط رصيده المالي يشفع له بالاستمرار في حصد أصوات شريحة من الناخبين ولو بأكبر بقية، كما لا تفارق الحسابات المالية باقي المرشحين من الأحزاب، التي تتسابق على المراكز الأولى، مع إصرار الداخلية على محاربة توزيع الحولي والكتب المدرسية بكل الطرق المشبوهة، ويتفاوت حجم هذه الشبهات من حزب لآخر ومن جمعية دون الأخرى، علما أن الداخلية بدورها تخشى من ضعف نسبة المشاركة، وتزايد أعداد الموالين للملغاة، في ظل واقع لا يمكن أن يتحمل المزيد من الشعارات الجوفاء، يقبع تحت رحمة تطاحنات حزبية ثنائية، في غياب الثقة، المفروض تعميمها أولا على أجهزة الدولة، المعنية بتطهير الفساد الانتخابي، قبل كشف أقنعة كافة تجار السياسة، سواء كانوا باسم السلطة أوالمال المشبوه أوالدين، وما ذلك بعسير من أجل مصلحة الوطن قولا وفعلا..

      *عن أسبوعية “لاكرونيك”