الرئيسية

التعصب الرياضي: ظاهرة مقلقة تهدد الروح الرياضية والمجتمعات

الإثنين 28 أبريل 2025 - 19:18

التعصب الرياضي: ظاهرة مقلقة تهدد الروح الرياضية والمجتمعات

التعصب الرياضي بات من أبرز الظواهر التي تشغل المجتمعات اليوم، حيث تحولت الرياضة من وسيلة للترفيه والتآخي إلى ساحة للصراعات والخلافات أحيانًا، قد تصل إلى مستويات من العنف اللفظي أو الجسدي. هذه الظاهرة تثير تساؤلات عميقة حول أسبابها وكيفية الحد من آثارها السلبية.

التعصب لا يقتصر على التشجيع العاطفي لفريق معين، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى حالة من الكراهية والعداء تجاه المنافسين، مما ينعكس سلبًا على الأفراد والمجتمع بأكمله.

لفهم جذور هذه الظاهرة، لا بد من النظر في الجاذبية الكبيرة التي تمارسها الرياضة. فهي توفر فرصة لتحقيق شعور بالانتصار، إذ تمنح المشجع إحساسًا واضحًا بالفوز الذي نادرًا ما توفره الحياة اليومية. كل انتصار رياضي يولد حالة من السعادة الفسيولوجية، مما يدفع البعض إلى التعلق المفرط بالفريق وكأنه امتداد لذواتهم.

الرياضة أيضًا تخلق مساحة للانتماء والتميز داخل المجتمع، حيث يصبح الانتماء لفريق رياضي وسيلة لبناء هوية شخصية وعاطفية، خصوصًا في بيئات تعاني نقصًا في الهويات الجامعة أو تشهد إحساسًا بالإقصاء.

علاوة على ذلك، تتيح الرياضة متنفسًا للتمرد على القيود الاجتماعية، فالمشجع يجد نفسه في حالة تفاعلية تتيح له التعبير عن مشاعره بأريحية، مستخدمًا لغة مليئة بالحماسة وحتى العنف اللفظي.

وسائل الإعلام تلعب دورًا رئيسيًا في تضخيم ظاهرة التعصب، عبر التركيز على الخلافات والمواجهات أكثر من تسليط الضوء على القيم الرياضية. وسائل التواصل الاجتماعي بدورها تعزز هذا السلوك، من خلال توفير منصات للتعبير غير المنضبط ونشر الشائعات والتحريض.

كما أن ضغوط المجتمع تدفع الأفراد أحيانًا إلى تبني مواقف متعصبة للحفاظ على شعورهم بالانتماء، حتى إن لم يكونوا مقتنعين بها داخليًا.

في المقابل، يظهر غياب التعليم عن الروح الرياضية وأهمية المنافسة الشريفة كعامل أساسي في انتشار الظاهرة. إذ بدون ترسيخ قيم الاحترام والتواضع منذ الصغر، يصبح الشباب أكثر عرضة للسلوكيات المتطرفة.

التصدي للتعصب الرياضي يتطلب جهودًا متكاملة، تشمل الإعلام، المؤسسات التعليمية، والأسر، بهدف ترسيخ ثقافة احترام الآخر، والاحتفال بالإنجازات الرياضية بروح عالية ومسؤولة.