أخبار وطنية

منظومة التعليم بين نخب متميزة وهدر مدرسي مقلق: دعوة لإصلاح عميق ومستدام

الأربعاء 30 أبريل 2025 - 15:12

منظومة التعليم بين نخب متميزة وهدر مدرسي مقلق: دعوة لإصلاح عميق ومستدام

أكدت رحمة بورقية، رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن النظام التعليمي الوطني يعيش مفارقة واضحة تتجلى في ظاهرتين متناقضتين. فمن جهة، يفرز هذا النظام فئة من الخريجين المتميزين الذين يتلقون تكويناً يضاهي ما توفره أفضل الأنظمة التعليمية العالمية، مما يؤهلهم للولوج إلى كبريات الجامعات والمدارس العليا الدولية.

ومن جهة أخرى، كشفت الدراسات والتقارير الوطنية والدولية عن تفشي ظاهرة التكرار والانقطاع المدرسي، التي تطال شريحة واسعة من التلاميذ، محرومة من استكمال التعليم الأساسي، مما يؤدي إلى إقصائها من البرامج التعليمية في المرحلتين الإعدادية والتأهيلية.

وفي افتتاح دورة الجمعية العامة للمجلس، شددت بورقية على أن أحد أبرز تحديات الإصلاح التربوي يتمثل في تقليص هذه الفئة المتضررة، بهدف القضاء على هذه الظاهرة التي تسهم في تفشي الأمية والهشاشة، وتعيق آليات الصعود الاجتماعي، مما يستوجب تفعيل إصلاحات جذرية ومستدامة.

وأشارت إلى ضرورة تشخيص مكامن الخلل في المنظومة التعليمية واستهدافها بمعالجات دقيقة، مشيدة بجهود الوزارة الوصية من خلال “برنامج المدارس الرائدة” الذي يسعى إلى تقليص نسب التكرار والانقطاع، معتبرة أن المرحلة المقبلة تتطلب إرادة قوية لتعميق وتسريع الإصلاحات، وابتكار حلول فعالة وواقعية.

وأوضحت أن قطاع التعليم والتكوين، بطبيعته، يعيش دينامية دائمة بسبب التغيرات المستمرة في العلوم التربوية والمعارف، وما تفرضه تحولات المجتمع والعالم من تحديات جديدة، داعية الفاعلين التربويين إلى مواكبة هذه الدينامية بنموذج تربوي مبتكر ورؤية متجددة.

كما لفتت إلى وجود مشاريع تجريبية في طور التنفيذ، مشددة على أهمية تكامل جهود جميع الفاعلين في قطاع التربية والتكوين، رغم اختلاف أدوارهم، لتحقيق نتائج ملموسة تساهم في تحسين جودة المنظومة التعليمية.

وفي سياق متصل، نبهت بورقية إلى تأثير التطور المتسارع في مجالات علوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي على أساليب التربية ومضامينها، داعية إلى التفكير في كيفية إعداد الناشئة للتفاعل مع هذه التحولات من خلال تربية رقمية حديثة.

وأكدت أن الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد أدوات، بل أصبحت تشكل جزءاً من بيئة التفكير والسلوك والقدرات المعرفية للفرد، مشيرة إلى أن ولوج الشباب إلى العالم الافتراضي بشكل غير منظم يتطلب إعادة نظر في دور المدرسة في تأطير هذا الانتقال الرقمي، بما يضمن سلامة الجيل الصاعد من المخاطر المحتملة.