أخبار من الصحراء

طرفاية.. عبد الحي حرطون يؤطر لقاء الأحرار ودعوات لدعم التعليم والاقتصاد وتمكين المرأة وتعزيز البنية التحتية

السبت 10 مايو 2025 - 14:52

طرفاية.. عبد الحي حرطون يؤطر لقاء الأحرار ودعوات لدعم التعليم والاقتصاد وتمكين المرأة وتعزيز البنية التحتية

نظم حزب التجمع الوطني للأحرار لقاءا جهوياً متميزاً بمدينة طرفاية، اليوم السبت، تحت شعار مسار الإنجازات”، بحضور عدد من قيادات الحزب، ومنتخبيه، وأطره الجهوية والمحلية، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني وساكنة الإقليم.

وخلال هذا اللقاء أكد القيادي بالحزب السيد عبد الحي حرطون أن مثل هذه اللقاءات تساهم في تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، والاستماع لانشغالاتهم وانتظاراتهم، وأن هذا اللقاء يشكّل دليلاً على حرص حزب التجمع الوطني للأحرار على تنزيل مضامين البرنامج الحكومي على المستوى الترابي، خاصة من خلال دعم المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تعود بالنفع على ساكنة الأقاليم الجنوبية عامة واقليم طرفاية خاصة.

كما أشاد بالدور الكبير الذي قامت به السيدة زكية الدريوش بالمساهمة في تطوير ميناء طرفاية، و توفيرها لـ25 باخرة خاصة بالصيد البحري، الشيء الذي ساهم في تعزيز البنية التحتية للميناء وتنشيط الحركة الاقتصادية بالمنطقة، كما دعا حرطون مؤسسات الدولة إلى دعم هذه المبادرات النوعية التي تفتح آفاقاً جديدة للتنمية، وتُسهم بشكل ملموس في خلق مناصب شغل لفائدة أبناء الإقليم.

وأشار عبد الله لخديم في مداخلة له  أن ميناء طرفاية يشكل نقطة استراتيجية تربط الجنوب المغربي بمحيطه الأطلسي، وهو ما يمنحه إمكانيات كبيرة في مجالات الصيد البحري، التجارة البحرية، والنقل، داعياً إلى مزيد من الاستثمارات الموجهة لهذا المرفق الحيوي.

في ذات السياق، ثمن عبد الله لخديم المجهودات الكببيرة التي تبدلها السيدة زكية الدريوش، الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري، في تطوير بنية الميناء وتعزيز قدراته التشغيلية، من خلال توفير 25 باخرة جديدة، مما ساهم في تنشيط الحركة البحرية ورفع من طاقة الاستيعاب والتوزيع، معتبرا أن هذه الخطوة النوعية ساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وتوفير مناصب شغل لشباب المنطقة، كما أبرز أن مثل هذه المبادرات تحتاج إلى مواكبة ودعم من مختلف مؤسسات الدولة، بهدف ضمان استمراريتها وتعزيز أثرها الإيجابي على الساكنة.

وشدد السيد محمد سالم  في مداخلته على أن الاستثمار في التعليم يجب أن يكون أولوية، ليس فقط على مستوى تأهيل الفضاءات التعليمية، بل أيضاً على صعيد الدعم الاجتماعي والنفسي للتلاميذ و الأطر التربوية، وخلق بيئة ملائمة ومحفزة للعمل، مطالبا بتوفير تجزئة سكنية لنساء ورجال التعليم على غرار بباقي مدن الصحراء بالمملكة المغربية بما يعزز الانتماء ويشجع الكفاءات على الاستقرار والعطاء.

وأكدت السيدة زهرة كركوب أن المرأة الصحراوية لطالما كانت شريكاً أساسياً في مسيرة النضال الوطني، وفي صلب كل المحطات الكبرى التي عرفتها الأقاليم الجنوبية، سواء من خلال مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية، أو من خلال انخراطها في الدفاع عن القضية الوطنية داخل المغرب وخارجه، مشيرة إلى أن هذا الحضور المشرف يستحق الاعتراف والدعم، داعية إلى ضرورة تمكين المرأة الصحراوية اجتماعياً واقتصادياً، من خلال توفير آليات حقيقية للتمويل، والتكوين، ودعم المشاريع المدرة للدخل، وتمكين النساء من الولوج إلى مراكز القرار، مشددة على أن تمكين المرأة ليس امتيازاً، بل ضرورة للتنمية المتوازنة والعادلة.

وقدم السيد رمضان بوفوس مداخلة هامة سلط فيها الضوء على ضعف البنية التحتية بالإقليم، معتبراً أن الوضع الحالي لا يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة المحلية، ولا يعكس الإمكانيات التي تزخر بها المنطقة، مؤكدا  أن ساكنة طرفاية تستحق التمتع ببنية تحتية حضرية تضمن لها شروط العيش الكريم، كما تسهّل ربط المدينة بمحيطها الاقتصادي، سواء داخل الجهة أو على المستوى الوطني، مبرزاً أن تطوير البنية التحتية يجب أن يُدرج ضمن أولويات السياسات العمومية في المنطقة.

وفي مداخلة للسيد محمد سالم يارا  أكد أن الصناعة التقليدية بطرفاية ليست مجرد نشاط اقتصادي بسيط، بل تمثل رافعة أساسية للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة، وتعكس غنى الهوية المحلية وتنوعها، وهو ما يفرض دعم هذا المجال ليكون مساهماً قوياً في الاقتصاد المحلي وخلق فرص الشغل، موجها نداءا مباشراً إلى كاتب الدولة السيد لحسن السعدي، من أجل جعل الصناعة التقليدية أولوية في السياسات القطاعية، عبر تقديم دعم مباشر للتعاونيات، وفتح آفاق التكوين والتسويق، وتنظيم معارض محلية وجهوية لتثمين منتوجات الحرفيين والحرفيات.

تجدر الإشارة أن المشاركون شددوا على ضرورة تعزيز القرب من المواطن، والإنصات لانشغالاته، والعمل على ترجمة انتظاراته إلى مبادرات واقعية، كما دعوا إلى تقوية العمل الحزبي محلياً وجهوياً، تحضيراً للاستحقاقات المقبلة، وضماناً لاستمرارية الإصلاحات الجارية.