
احتضنت مؤسسة علي يعتة بالرباط، يوم 12 يونيو 2025، ندوة فكرية وطنية رفيعة المستوى تمحورت حول الوحدة الترابية للمملكة ومقترح الحكم الذاتي كحل سياسي نهائي وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وذلك بحضور ثلة من الأكاديميين والخبراء والفاعلين السياسيين.
الندوة، التي نُظّمت تحت عنوان “الحكم الذاتي بين السيادة الوطنية ومطالب الساكنة: من التصور إلى التنزيل”، عرفت مشاركة نخبة من الأسماء الوازنة، من ضمنهم الدكتور عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، والدكتور عبد الفتاح نعوم، أستاذ القانون الدولي بنفس الجامعة، إلى جانب الأستاذ البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو سابقًا ورئيس منتدى البدائل للدراسات الصحراوية، وكجمولة أبي، رئيسة المبادرة الصحراوية للتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
كما شهدت الندوة حضور الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، السيد محمد نبيل بنعبد الله، إلى جانب مجموعة من الدكاترة والباحثين والمهتمين بالشأن الصحراوي والسياسات العمومية في الأقاليم الجنوبية.
ركزت المداخلات على أهمية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 كصيغة توافقية تحترم السيادة الوطنية وتمنح الساكنة الصحراوية آليات فعلية للمشاركة في تدبير شؤونها المحلية، من خلال نماذج تنموية تراعي خصوصيات المنطقة وتحقق الإدماج الحقيقي في المشروع الوطني الشامل.
وأجمع المتدخلون، وفي مقدمتهم البشير الدخيل وكجمولة أبي، على ضرورة إشراك الساكنة المحلية باعتبارها المعني الأول بالنزاع والمكون الأغلبي في الجهة، داعين إلى تعزيز عنصر الثقة والاستماع لتطلعات الصحراويين في التنمية والتمكين والكرامة، كجزء من استكمال تنزيل الحكم الذاتي على أرض الواقع.
اللقاء تميز بنقاش عميق وبنّاء حول آفاق التنزيل العملي لمقترح الحكم الذاتي، وكيفية تحقيق التوازن بين متطلبات السيادة الوطنية ومشاركة الساكنة الصحراوية كفاعل أساسي في صناعة القرار المحلي، في ظل دينامية سياسية وتنموية متواصلة تعرفها الأقاليم الجنوبية.