
طنجاوي
سيبقى يوم 24 أكتوبر 2015 موعدا خالدا في ذاكرة ساكنة طنجة، في هذا اليوم بالذات كانت طنجة، عروس الشمال، على موعد مع التاريخ…
قبل الساعة الثامنة ليلا، كان الترقب سيد الموقف، وكانت التساؤلات: هل سيتجاوب السكان مع دعوات الصمود في وجه غول إسمه أمانديس؟…
الثامنة ليلا بالدقيقة والثانية: طنجة كلها تطفئ الأضواء: بني مكادة، مسنانة، بير الشيفا، البرانس، مغوغة، المصلى، الداردب، العوامة، طنجة البالية، البولفار، الكورنيش، المدينة العتيقة…
التجاوب كان شاملا: منازل، عمارات، متاجر، مقاهي، مطاعم.. الجميع سارع إلى الاستعاضة بضوء الشموع، والاستغناء عن كهرباء أمانديس…
الثامنة والربع انطلاق مسيرات الشموع نحو ساحة الأمم، وسط حماس كبير، ومشاركة جميع الفئات والشرائح الاجتماعية: الموظف بجانب العاطل، التاجر بجانب العامل، نساء وأطفال، شباب وشيوخ…
التاسعة ليلا صدر قرار لا يُعرف مصدره، يقضي باستعمال القوة لمنع مسيرات الشموع من الوصول إلى ساحة الأمم، رغم سلميتها، وحضاريتها، وهو القرار الذي كاد أن يُشعل طنجة ويُفْسِد عرسها، قبل أن يتم تدارك الأمر، باتخاذ قرار سحب القوات العمومية من ساحة الأمم..
لتتواصل بعد ذلك مسيرات الشموع في التدفق على ساحة، آلاف الحناجر كانت تصدح بصوت واحد: “أمانديس إ رحل”..
طنجة اليوم كانت عروسا بكل ما في الكلمة من معنى..
طنجة اليوم قالت كلمتها، ومسيرات اليوم رسالة لمن يهمه الأمر…
طنجة اليوم لم تعد هي طنجة الأمس، وعلى من يهمهم الأمر أن يقرؤوا الرسالة جيدا…
طنجة وقَّعَتْ اليوم شهادة وفاة أمانديس…
فمتى ستتم مراسيم الدفن؟…