أخبار سياسية

إفطار جماعي أم حملة انتخابية سابقة لأوانها ممولة من المال العام؟!

الإثنين 27 يونيو 2016 - 17:06

إفطار جماعي أم حملة انتخابية سابقة لأوانها ممولة من المال العام؟!

طنجاوي

سينظم كل من محمد خيي ومحمد بوزيدان، رئيسا مقاطعتي بني مكادة و مغوغة، مغرب يومه الإثنين، إفطارا جماعيا على شرف عمال النظافة، وذلك تحت شعار: “ترسيخا لثقافة الاعتراف بجنود الخفاء لخدمة الوطن والمواطنين”.

ظاهريا، المبادرة تستحق الثناء والتنويه، وتكشف عن حس إنساني للسيدين محمد خيي، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، ورئيس مقاطعة بني مكادة، والبرلماني عن ذات الحزب،  ومحمد بوزيدان المسؤول عن القطاع الشبيبي للحزب ورئيس مقاطعة مغوغة.

لكن حينما يتعلق الأمر بتمويل هذا النشاط من المال العام، ولفائدة مستخدمين يتقاضون أجورهم من شركتين خاصتين، تتوصلان بملايين الدراهم سنويا من مجلس مدينة طنجة لأجل تدبير قطاع النظافة المدينة، فإن الأمر يستحق طرح أكثر من سؤال حول الخلفية الحقيقية لهاته المبادرة، بل من حق الجميع أن يرى فيها حملة انتخابية سابقة لأوانها. لأنه من غير المقبول أن يتم تخصيص ميزانية معتبرة من مال الشعب لتمويل إفطار جماعي لفائدة المئات من المستخدمين في شركتين خاصتين، والأحرى كان يجب توظيف هاته المبالغ في مجالات تعاني خصاصا كبيرا، وتدخل في صلب  اختصاصات مجالس المقاطعات.

لكن حينما نعلم أن معظم المستخدمين بشركتي سولامطا وسييطا يقطنون بتراب المقاطعتين، تنكشف أسرار هاته “الالتفاتة” ذات النفس الانتخابي، خصوصا مع قرب الاستحقاقات التشريعية المقبلة.

كان على رئيسي المقاطعتين إن أرادا فعلا التعبير عن وفائهما وتقديرهما لعمال النظافة، الذين هم فعلا في أمس الحاجة إلى من يلتفت إليهم، أن يدافعا عن حقوقهم لدى الشركتين، وأن يعملا عن تحسين وضعيتهم المادية. أما استغلال وضعهم الاعتباري لدى المجتمع من أجل تلميع صورة الحزب انتخابيا، فهذا ينزع عن هاته المبادرة بعدها الإنساني، ويدخلها في نطاق الركوب على آلام المستضعفين لأهداف انتخابوية مقيتة.