مجتمع

محاكاة للجدات.. تطوانيات يبعثن الروح في “الحايك” (صور)

الأربعاء 5 يونيو 2019 - 22:55

محاكاة للجدات.. تطوانيات يبعثن الروح في “الحايك” (صور)

طنجاوي ـ يوسف الحايك

مرتدية الجلاب و”القاب الفاسي”، تجوب ريما ذات 26 عاما بمعية ست من صديقاتها اللواتي ارتدت كل منهن شكلا مختلفا من الزي التطواني التقليدي شوارع مدينة تطوان.

تحدي

وقالت ريما في حديثها لـ”طنجاوي” إن ارتداءهن لهذا الزي يندرج ضمن  تحدي “الحايك” الذي انتشر على نطاق واسع في عدد من المدن المغربية، و”نحن نمثل منطقة الشمال”، تقول ريما.

وأطلقت مجموعة من الفتيات بعدة مدن مغربية قبل أسابيع تحدي الحايك، بهدف التعريف بهذا اللباس التقليدي.

وكانت بداية التحدي من مدينة وجدة قبل أن تتسع دائرة المشاركات فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصل إلى مدن مغربية أخرى، ومنها بركان، والعرائش والدار البيضاء، وغيرها.

وأوضحت ريما أن الهدف من المبادرة هو “الرغبة في أن نسترجع التراث المغربي الأصيل”، واصفة التجربة بكونها “مختلفة، لكوننا للمرة الأولى نرتدي لباس جداتنا“.

ردود الفعل

وترى ريما أن ردود الفعل حول المبادرة تباينت بين الإيجابية التي وجدت في الأمر تذكيرا بـ”الأصل والتقاليد حتى أن البعض يقول لنا الله يرضى عليكم هكذا كانت أمهاتنا تلبس، ويحثوننا على الاستمرار في ارتداء اللباس التقليدي في المناسبات.

في المقابل، تعترف ريما بوجود منتقدين لاسيما في ما يرتبط أساسا بالتغييرات التي أضفنا على اللباس، مثل الحذاء الرياضي و الأحذية ذات الكعب العالي“.

وتصف الشابة العشرينية هذه الانتقادات بكونها “طبيعية جدا لأن لكل شخص وجهة نظر خاصة به، ولا يمكن إرضاء جميع الأذواق والميول“.

ويقوم التحدي على ارتداء المشاركات فيه الزي التطواني التقليدي طيلة يوم كامل واختبار قدرتهن على تحمل ذلك.

الحايك.. “ليس سهلا

في هذا السياق، تقر ريما بصعوبة التحدي الذي يبقى بالنسبة لها  “صعبا جدا” خصوصا اللثام، لأننا نشعر بالاختناق، وكأننا مقيدات،  خصوصا الحايك بمكوناته من سبنية ولتام وكسوة  إضافة إلى الرداء الطويل، مما يجعلنا غير قادرات حتى على الحركة“.

وكان الحايك يشكل كساء تضعه النساء فوق ملابسهن عند الخروج من بيوتهن، وهو زي يغطي جسد المرأة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، ويغطي أيضا جزءا من وجهها حيث لا تظهر سوى عيناه.

حايك تطوان.. أوجه الاختلاف

وجوابا منها عن سؤال حول الفرق بين الحايك بمدينة تطوان وباقي المدن المغربية الأخرى، توضح ريما أن وجه الاختلاف يكمن في طريقة الارتداء، بين من تعمل على شده وبين تتركه مفتوحا، وبين من تغطي الأنف والفم و بين من تقتصر على تغطية الفم فقط.

وتختم ريما حديثها بالتأكيد على أن التحدي كان “مختلفا، ومتميزا بالنسبة لي، لكوني أول مرة أرتدي وأعيش إحساس  النساء القدامى اللواتي عشن بهذا اللباس التقليدي.

وتزيد ريما قائلة “استمتعت بارتدائه ولا مشكلة عندي في ارتداء الزي التقليدي التطواني مرة أخرى خصوصا في بعض المناسبات لكي لا ينقرض أثره”، على تعبيرها.

أصل الحكاية

وترجع بعض المصادر التاريخية أصل الحايك إلى مدينة غرناطة في الأندلس.

ووفق هذه  المصادر فإن مسميات الحايك في تطوان تختلف باختلاف نوعية ثوبه وسن المرأة التي تلبسه، ومنها المحربل والمعربط، وبولهوان وحايك السكر، وغيرها.

وتشير المصادر ذاتها إلى أن شكل الحايك بتطوان كان يختلف أيضا من طبقة اجتماعية إلى أخرى، ومن فئة إلى أخرى فالحايك الذي كانت تلبسه الفتيات يختلف عن ما تلبسه النساء المتزوجات.