
طنجاوي
يبدو أن من تسمي نفسها “كاتبة الرأي” و”مدونة الفيسبوك” لا تمل “السعي“ إلى سرقة الأضواء والركوب على الأحداث أيا كانت التكلفة أو المقابل، مادام الحصاد هو رفع عدد المتتبعين، وان على حساب التناقضات ونسف المبادئ وتغيير المواقف حسب الأعراس والمناسبات، فكتابة الرأي كما جاء على لسانها هو مسار اختارته لنفسها بعد مدة من العطالة والجلوس في البيت، وفشل مشروع زواجها ب”وااااحد العسكري” كما وصفته، لتجد في الكتابة متنفسا “صبرت عليه” حتى أصبح “يوكل طرف دالخبز” على حد قولها في البرنامج الإذاعي “قفص الاتهام”، فمهنة الكتابة بالنسبة إليها ليست نقلا للمواقف والآراء المتعددة، وهو جوهر العمل الصحفي المستقل، ولا نقل رأي أحادي يتماشى مع رؤياها ومبادئها، وهي صفة المناضل المؤمن بقضية، وإنما اختيار اللحظات المناسبة للظهور، وتحديد “الجهة الرابحة” لمؤازرتها، وجني ثمار “التصاور” إلى جانبها، ومتى تغيرت الموازين، تغيرت المواقف واجتهدت الكاتبة في تبرير تغيير خط السير، بل وفي قيادة الرأي الذي كانت تضرب فيه.
لقد أصبحنا في واقع الأمر نستمتع بمستملحات “الكاتبة” وخرجاتها الفيسبوكية، التي لا تتردد في نقل ازدواجية الآراء “وسكيزوفرينية” الشخصية، وان كانت هذه المتعة أحيانا تفسد بمعرفتنا لطبيعة شخصيتها التي لا يحركها سوى المصلحة، والرغبة في “الشهرة و”إكمال الدين“ إن كان له بدايةأصلا، فهذه مايسة سلامة الناجي تعلق على مقال صحفي نشر بجريدة الأسبوع عدد 932 بتاريخ 11 ماي 2017، “شكرا جريدة الأسبوع العدد الأخير الذي صدر اليوم.. والمتألق سعيد الريحاني.. على الاهتمام بشكل جدي بمبادرتي والرسالة التي وجهتها للملك بشأن حراك الريف“، لتعبر من خلال هذه العبارات عن سعادتها وامتنانها لصاحب المقال الذي أظهر في اعتقادها اهتماما ب”مبادرتها” والواقع أن قراءة المقال تبين أن صاحبه وجه انتقادات لاذعة لمن وصفها ب “ناشطة فيسبوكية تدعى ميساء سلامة الناجي” معلقا على اللقاء الذي جمعها ب“زعيم الحراك” ب”رغم أن ما تم تسريبه من اللقاء بينهما ليس سوى صورة لهما وهما يتناولان طبق السمك (..)” قبل أن “يجبد لها الأذنين” بأسئلة محرجة ابتدأها ب”ألا تعلم ميساء أن الحسيمة ونواحيها لا تضم المحتجين فقط، بل تضم أحزابا سياسية وتضم آلاف المصوتين على هذه الأحزاب، وتضم برلمانيين….ومصوتين ب”نعم للدستور”، فكيف يكمن تعطيل المؤسسات وفتح حوار مباشر بين النشطاء والملك، طالما أن هؤلاء النشطاء يصرون على عدم رفع راية المغرب المنصوص عليها دستوريا (..) ألا يمثلون كل الريفيين؟” لكن “كاتبة الرأي” اكتفت بالاهتمام بمتعة الظهور في الجريدة وامتنعت الإجابة عن الأسئلة أو تجاهلتها عمدا، هذا إن كانت قد قرأت المقال أصلا قبل التعليق عليه.
“المناضلة” التي يبدو أنها اختارت طرفا معينا لتوجه لهدفة أطماعها، لم تفوت فرصة الاحتفال بعيد الجيش عبر تدوينة لها في نفس اليوم -عيد الجيش-، تفتخر فيها بأنها ابنة عسكريين، حيث “قضى والدها معظم حياته مدافعا عن هذا البلد في حدوده من بوعرفة وطرفاية إلى الزايير سابقا، وأمها التي قضت حياتها في المستشفى العسكري تقنية مختبر وممرضة وقضت آخر أيامها في المستشفى العسكري -رحمة الله عليها-” لتضيف “كانت البذلة العسكرية تعني لي الأبوة والأمومة أكثر من أي شيء آخر…أحس بنفسي في كثير من الأحيان “عسكرية”.. أعتبر نفسي جزءا لا يتجزأمن هذه الفئة” وفي نفس الوقت تتبنى خطابا نضاليا بهبوب رياح الحسيمة، لترفع شعار “لا للعسكرة” لإرضاء “زعيم” الحراك والتقرب منه.
“هنا الحسيمة مرة أخرى“، هكذا ابتدأت “كاتبة الرأي” أو بالأحرى “تافهة الرأي” مايسة سلامة الناجي تدوينتها الأخيرةعبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، في إشارة إلى زيارتها الثانية لمدينة الحسيمة والتي تزامنت مع المسيرة الاحتجاجية التي خرج فيها أهل الريف للتأكيد على مطالبهم الاجتماعية والتبرؤ من تهمة الانفصال، قاطعين الطريق أمام كل من يتحين الفرص للركوب على الأحداث، وتوجيه دفة الحراك للمساس بأمن واستقرار الوطن، وقد أرفقت ‘تافهة الرأي” تدوينتها كما العادة بصورة لها، تنشر من خلالها جمالها على صفحات الفيسبوك، عسى أن تصلح بالصورة ما أفسده القلم، لكن الجديد هذه المرة أن من نصب نفسه “زعيما” للحراك، ظهر إلى جانبها بابتسامة عريضة وعيون يرمقها التطلع والسعادة، لم نألفهما على محياه منذ بداية الحراك، حيث كان يظهر في أغلب حالاته غاضبا متعصبا، لكن في الزيارة الثانية ل”كاتبة الرأي” بشائر خير.
زيارة “كاتبة الرأي” التي قلت كتاباتها على حساب نشر “جمالها”، لم تكن إلا استكمالا لمسلسل “تركي” كانت قد بدأته في المرة السابقة على طبق سمك رفقة زعيم أصبح يتنقل ب”حراس شخصيين” على طريقة فيلم “وادي الذئاب”، وأصبحت الصورة بالنسبة لها كما هو الشأن بالنسبة للمتتبع، أبلغ من عباراتها التي تفتقد لأبسط شروط المنطق والمصداقية، فاختارت هذه المرة أخذ صورة أكثر قربا من الزعيم، والخروج معه ليلا إلى شواطئ المدينة “قصد استطلاع مؤهلات المنطقة لاستقبال مشاريع كبرى!!..” لتختتم جولتها باستقبال الزعيم ليلا بفندق “لابيرلا“-مدفوع التكاليف- قصد إجراء حوار و”تقييم” الوضع!!!...