أخبار وطنية

تساقطات شهر مارس تنعش الموارد المائية السطحية والجوفية في المغرب

الإثنين 11 مارس 2024 - 17:50

تساقطات شهر مارس تنعش الموارد المائية السطحية والجوفية في المغرب

منذ حلول شهر مارس الجاري، تواصل أسارير السماء إسعاد المغاربة وبث الفرح والطمأنينة في “نفوس العباد والبلاد”، بعد توالي سنوات الجفاف، إذ أسهمت التساقطات التي شهدتها مجموعة من مناطق المغرب في الرفع من المخزون المائي ولو بنسبة قليلة، التي تبقى مع ذلك مهمة في نظر الخبراء. أظهرت الإحصائيات خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تسجيل تساقطات مبشرة، خاصة في مناطق الشمال والوسط، حيث تصدرت مدينة شفشاون القائمة بـ 78 ملمترا، تلتها مدينة طنجة بـ41 ملم، ثم تطوان بـ36 ملم، فيما سجلت مدينة إفران 29، و27 ملمترا في مكناس وفاس.

وامتدت التساقطات المبشرة على طول الشريط الساحلي الرابط بين طنجة والجديدة، إذ بلغت التساقطات في الجديدة 28 ملمترا، و22 ملم بسلا، و18 ملم بالدار البيضاء وسيدي سليمان والقنيطرة وبن سليمان، فيما بلغت 17 ملم بكل من الرباط وتيط مليل والعرائش، وهي أرقام مهمة بالنسبة لهذه المناطق. محمد بنعبو، خبير في الماء والمناخ، اعتبر أن التساقطات التي شهدتها مدن ومناطق مختلفة من المملكة منذ يوم الجمعة، وكانت قوية أمس السبت، واستمرت اليوم الأحد ويرتقب أن تستمر يوم غد الإثنين، “سيكون وقعها إيجابيا على السدود والوضع المائي بالبلاد”.وقال بنعبو، إن “الوقع جد الإيجابي للتساقطات ظهر سريعا على مستوى نسبة ملء حقينة السدود التي اقتربت من 26 بالمائة، وهو ما يتبين على مستوى السدود القابلة للقياس والمشاهدة المباشرة بالعين المجردة”. وبخصوص فرشة المياه الجوفية، سجل الخبير ذاته أنه “مازال أمامها الوقت لتتعبأ بالأمطار التي تشهدها البلاد خلال هذا الشهر، والتي كانت مهمة، وننتظر المزيد في الأسابيع المقبلة”، وأكد أن فائدة التساقطات ستشمل “برامج وزارة الفلاحة بخصوص الزراعات الربيعية، التي تنطلق مع بداية شهر مارس”. وأوضح أن “برنامج وزارة الفلاحة بخصوص الزراعات الربيعية لا يقل أهمية عن باقي البرامج التي تغني السوق الوطنية بالمنتوجات الضرورية من الحبوب والقطاني والخضروات، خصوصا مع تزامنها مع شهر رمضان المبارك”، كما شدد على أن التساقطات ستخلف “نوعا من الارتياح على مستوى الأسواق، لأنه كلما هطلت الأمطار كان تزويد الأسواق الداخلية بشكل جيد”. وأورد بنعبو أن التساقطات المسجلة “ستنسينا بعض الشيء استنزاف الفرشة المائية بالنسبة للفلاحين الكبار، وستغنينا عن استعمال الفرشة المائية والتخفيف من نزيف وتسارع استنزاف الموارد المائية”.من جهته، أفاد الخبير في الماء مصطفى العيسات بأن الغيث المسجل “مهم بالنسبة للموسم الفلاحي ولحقينة السدود والواردات المائية السطحية”، مؤكدا أن مناطق شمال ووسط المملكة التي كانت تعاني من شح المياه “تم إنقاذ جزء مهم من الموسم الفلاحي في هذه المناطق الزراعية بامتياز”. وأضاف العيسات، أن التساقطات ستنعش الفلاحة في المناطق المعروفة بزراعة الحبوب والخضروات والبقوليات والأشجار المثمرة، مبرزا أن هذه التساقطات سترفع من الفرشة المائية والمياه الجوفية. وزاد موضحا: “يمكن القول إننا انتقلنا من منطقة الخطر وشح المياه الذي كانت تعاني منه المناطق الشمالية ووسط البلاد، وهذه التساقطات تطمئن جزءا من هذه المناطق وترفع من رصيد وحقينة السدود المتواجدة بها”. وأكد العيسات أن التساقطات المسجلة “تخلق نوعا من التوازن والطمأنينة بخصوص الواردات المائية للمناطق المتضررة، وذلك بعدما ركزت الحكومة على المياه غير الاعتيادية”، قبل أن يختم بأن “هذه بشائر خير يمكن أن تساعدنا على تجاوز الوضع المائي الصعب خلال هذه السنة”.