
مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، أصدر تلة من علماء الأمة بينهم مغاربة فتوى دينية توجِب الجهاد على كل المسلمين لنصرة الشعب الفلسطيني وتحرير المسجد الأقصى المبارك، مؤكدين على أنه “لا يجوز لأحد التفريط في فلسطين من النهر إلى البحر، ولا التنازل عن شبر منها”.
وأوضح “علماء الطوفان”، أن فلسطين هي أرض المسلمين جميعاً، وأن “المسجد الأقصى المبارك بكل أجزائه ومساحته حق خالص للمسلمين ليس لغيرهم أدنى حق فيه”، مشددين على أنه “من أوجب الواجبات على الأمة أن تقوم بحمايته وتحريره، وتطهيره من دنس الصهاينة المجرمين، وأن هذا الواجب الشرعي لا عذر لأحد أمام الله في التقاعس عن بذل كل جهد مستطاع فيه، أو خذلان من يجاهدون في سبيله”.
وبينت الفتوى، التي وقعها تلة من العلماء بينهم من المغرب الحسن بن علي الكتاني وعمر أمكاسو وإبراهيم الهلالي، (بينت) أشكال الجهاد التي ذكروا منها الجهاد المسلح، والمظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات، وثغر الإعلام، والمقاطعة الاقتصادية والجهاد السيبراني وغيرها.
في هذا الصدد، قال الحسن بن علي الكتاني في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن بيان علماء الطوفان هو فتوى من كبار علماء الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أنه “واجب تتطلبه المرحلة للفت انتباه المسلمين جميعاً إلى أنهم مطالبون بمؤازرة إخوانهم في فلسطين ولبنان”، وذلك باعتبار أنه “إذا وُطِئ شبر من أرض الإسلام وجب على كل المسلمين أن يناصروا إخوانهم الأول فالأول، ومعنى ذلك أن يتسع شيئاً فشيئاً حتى يشمل العالم بأسره كل من موقعه”.
ولفت الكتاني إلى أن جميع المسلمين بمن فيهم المغاربة مخاطبون بهذا البيان، موضحاً أنه على كل فرد أن يساهم في الجهاد لأجل غزة من موقعه “فمن كان له عِلمٌ فليظهر علمه الآن، ومن كان له إعلام فليبين في إعلامه القضية ويناصرها، ومن كان رجل سياسة فعليه أن يقوم من السياسة بما يقتضيه الحال، وهكذا كل من موقعه يناصر القضية ويقف معها، لا أن يعتبرها قضية أجنبية عنه دون أن يهتم بها”.
وأورد رئيس رابطة علماء المغرب العربي أن أهمية الفتوى تنبع من كون معركة طوفان الأقصى هي من أعظم المعارك في هذا الزمان، “نظراً لأن الأمر يتعلق بالمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين ومسرى الحبيب المصطفى، وجبت نصرة القائمين على حمايته”، وبالتالي يضيف المتحدث “كانت هذه الفتوى قوية مباركة وصريحة في نقاطها لأن المرحلة تقتضي ذلك، ولأن الله أخذ العهد على العلماء أن يقولوا كلمة الحق”، مضيفاً: “بصفتنا موقعين عن الله سبحانه وتعالى وجب علينا تبيان حكم الله من غير أن نزيد فيه أو ننقص”.
ونبه الحسن بن علي الكتاني إلى أهمية إسناد المقاومة ضد الاحتلال قائلاً: “إذا كان الغربيون الذين ليسوا مسلمين قد بذلوا جهوداً جبارة في إسناد المقاومة من وقتهم وجهدهم ومن حياتهم”، ضارباً المثال بالجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه، وبالذين طردوا من عمل، والذين لم يسمح له بإكمال دراستهم في الجامعات الغربية وبينهم يهود، “فنحن المسلمين أولى الناس بأن نكثر سواد المظاهرات ونكثف المقاطعات ونَخرُج في الإعلام”.
ودعا كل من له صوت إلى أن يعبر عنه لأن “هذا العدو الغاشم الظالم لا يوقفه شيء”، لافتاً إلى أن هذا الأخير “أصبح غولاً متوحشاً يأكل الأخضر واليابس بعدما حصل على الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء من هتك للأعراض وقتل للنفوس وسفك للدماء وما إلى ذلك”، مشدداً على وجوب إصقاطه من عين البشرية جمعاء، “وهذا يحتاج إلى جهود جبارة للانتصار عليه لأن هذا العدو لا يتقوى إلا بدعم الناس له”.
وجاء في البيان أنه “إذا هجم العدو على أرض إسلامية وكانت الحاجة إلى دفعه أكبر من قدرات أهلها منفردين فإن الجهاد يصير واجباً عينيا على أهلها وعلى من يليهم من المسلمين، حتى تتحقق القدرة ويُغلب المحتل، ويتأكد هذا على الداخل الفلسطيني ثم من يليهم من دول الجوار”، مشيراً إلى أن دائرة الواجب “اتسعت في حالة فلسطين حتى شملت المسلمين جميعا فالجهاد في فلسطين جهاد دفع وهو واجب عيني بعد أن تيقنا أن الكفاية فيه لا تتحقق إلا بانخراط الأمة جمعاء في المعركة، وهي واجب على الحكام والمحكومين والجماعات والأفراد وكلما كانت القدرة على الفعل والتأثير أكبر كان الوجوب أشد توكيدا وأعظم وجوبا”.
وأوضح أنه للجهاد المعاصر أشكال عدة، “يسع المسلم فيها أن يقوم بالواجب الشرعي عليه في أكثر من سبيل، وعلى كل امرئ أن يعرف ثغره الذي يجب عليه أن يجاهد من خلاله فمنه: الجهاد المسلح وتوسيع دائرته حيثما وسعها العدو بل الواجب استباق العدو في الساحات التي ينوي توسيعها فيها وقد غدت بارزة ظاهرة لكل ذي لب وبصيرة ومباغتته قبل أن يملك زمام المبادرة”، إضافة إ…