
أفادت مصادر إعلامية مقربة من جبهة البوليساريو بأن وحدة من الجيش الموريتاني قامت، خلال الساعات الماضية، بالاستيلاء على مخزون صاروخي تابع للناحية العسكرية الثالثة للجبهة، في منطقة واقعة قرب بلدة ميجك داخل المنطقة العازلة.
وبحسب ذات المصادر، فإن المخزون الذي تمت السيطرة عليه يضم نحو 50 صاروخًا من نوع “غراد” متوسط المدى، وكان مخزنًا داخل نقطة دعم لوجستي تُعرف باسم “بودائرة”، القريبة من منطقة “الريش”، على مسافة قصيرة من الحدود الموريتانية.
وأوضحت المصادر أن الحادثة وقعت في ظروف غامضة، وأن قائد الناحية العسكرية الثالثة بالجبهة أجرى اتصالات مكثفة مع مسؤولين موريتانيين سعياً لاسترجاع المخزون أو التوصل إلى تفاهم، غير أن تلك المحاولات لم تسفر – حتى الآن – عن أي نتائج.
ولم يصدر أي رد رسمي من جانب السلطات الموريتانية أو الجيش الموريتاني يؤكد أو ينفي ما تم تداوله، في وقت رجّحت فيه تحليلات سياسية أن يؤدي هذا التطور، في حال تأكيده، إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين نواكشوط والبوليساريو.
ويأتي هذا الحدث بعد أيام فقط من زيارة وفد من الجبهة إلى العاصمة الموريتانية ضم قيادات سياسية وأمنية وعسكرية، حيث أُجريت مباحثات مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وقد سبقت الزيارة إجراءات اتخذها الجيش الموريتاني، شملت إغلاق ممر بري كانت تستعمله عناصر البوليساريو للوصول إلى التراب الموريتاني ومنه إلى المنطقة العازلة، وسط تقارير عن تعزيزات عسكرية موريتانية على طول الشريط الحدودي.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تعكس تغيراً في الموقف الموريتاني باتجاه تشديد الرقابة على تحركات الجبهة داخل المنطقة الحدودية، في إطار سياسة نواكشوط الرامية إلى ضبط المجال الأمني وتفادي أي انزلاق في التوازنات الإقليمية الحساسة.