
طنجاوي
في سلوك يبعث على الشفقة، سارع محمد خيي، رئيس مقاطعة بني مكادة الى تسويق قرار المحكمة الادارية برفض طلب الطعن في ما ترتب عن دورة يناير الذي تقدما به المعارضة، وكأنه انتصار كاسح لسيادته، مستغلا القرار لاستهداف المحامي الهيني، مفجرا حمم الحقد والكراهية التي يكنها له لاسباب يعرفها جيدا كل من خيي والرميد وحامي الدين وبوعشرين و أمينة ماء العينين…
خيي الذي بدا محتفيا بانتصاره الوهمي على شاكلة دونكيخوط ديلا مانشا، تناسى وتجاهل، أو على الاصح وجد في قرار المحكمة تعويضا نفسيا عن الصفعة المؤلمة التي تلقاها من الوالي اليعقوبي، الذي اجبره على الانصياع صاغرا لتعرضه، ولم يجد بدا من مراسلة الوالي معلنا استجابته الفورية و رضوخه لاعتراض الداخلية، بإعلانه قرار عادة عرض نقاط جدول اعمال الدورة لمناقشتها من جديد، في اعتراف صريح منه انه خرق القانون خلال الدورة التي انعقدت يوم 3 يناير المنصرم.
كان على خيي ان يبلع لسانه الطويل، وان يلوذ بالصمت، وهو الذي وجد نفسه مجبرا على إعادة طرح النقاط من جديد، وهو الذي كان قد مررها مزهوا بأغلبيته الانكشارية، منتشيا بالدوس على حق المعارضة في الكلام كأي ديكتاتور صغير مزهو بسلطته وتسلطه.
عنتريات خيي جعلت منه ذلك المستسلم في المعركة، الذي يرفع الراية البيضاء بيد، ويصر على رفع شارة النصر باليد الاخرى!.